IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الثلثاء في 22/09/2020

مفاجأة سياسية – حكومية من العيار الثقيل فجرها الرئيس سعد الحريري مساء اليوم. اتخذ منفردا قرارا، وصفه بأنه قرار بتجرع السم، وذلك بمعزل عن موقف الرؤساء السابقين للحكومة . القرار يختصر هكذا: القبول بوزير شيعي للمالية يسميه رئيس الحكومة المكلف، شرط ان لا تشكل شيعية الوزيرعرفا يبنى عليه للمستقبل. فكيف سيتلقف الثنائي الشيعي مبادرة الرئيس سعد الحريري؟ هل يتجاوب معه ام يصر على ان يسمي هو وزير المال الشيعي وربما جميع الوزراء الشيعة كما يتردد؟ واستطرادا: اذا اصر الثنائي الشيعي عل موقفه هل يبقى جبران باسيل على زهده بتسمية الوزراء، أم يدخل على خط تسمية الوزراء ايضا، وعندها تسقط حكومة المستقلين بالضربة القاضية وتصبح طبعة مستنسخة، بل طبعة ثانية سيئة عن حكومة حسان دياب؟ أمنيا، الرئيس ميشال عون تحدث امس عن جهنم ، فهل بدأت نيران جهنم تلسعنا؟ اذ، فيما كان اللبنانيون يتابعون الخبر السياسي في بيروت، اذا بالخبر الامني يأتيهم من عين قانا. وكما حصل في كارثة المرفأ هكذا على الارجح سيحصل في حادثة عين قانا .

فحتى الان الاخبار متضاربة، والبيان الرسمي الصادر مختصر وغير مقنع . لذا فان الحيرة سيدة الموقف: فهل ما حصل مجرد حادث ناتج من خطأ تقني، أم انه عملية تخريبية، ام حتى عملية عسكرية اسرائيلية؟

طبعا الاجابة لن تكون سهلة وسريعة، بل قد لا تتوافر ابدا، وذلك لسببين. الاول : ان حزب الله تصرف بصفة الامر الناهي في المنطقة، ولم يسمح للقوى الامنية اللبنانية ان تدخل او ان تتدخل. تحكم حتى بالصحافيين ومنعهم من مزاولة عمله، وهدد بتكسير الكاميرا والهاتف اذا استعملا للتصوير. السبب الثاني الذي سيحرمنا معرفة ما حصل ان حزب الله، كإيران وسوريا، يتجنب اتهام اسرائيل.

في الماضي كانت اسرائيل مسؤولة عن كل شيء وعن كل حادث، اما اليوم ورغم كل ما يحصل فان اسرائيل تبرأ ولا تحمل المسؤولية.

ففي ايران مثلا تحصل انفجارات بشكل دوري وتبقى كلها لقيطة، اي لا وجود لمن يتبناها او لمن تلقى عليه مسؤوليتها. فهل انتقل النموذج الايراني حتى في هذا الامر الينا، وهل اصبح لبنان ايران ثانية: اي انفجارات دائمة وما من مسؤول عنها؟

هذا في الشكل.اما في المضمون فأسئلة كثيرة تطرح ايضا، ابرزها: هل تحولت القرى والضيع الجنوبية مراكز لتخزين سلاح حزب الله؟ وهل اصبحت المنطقة تعيش فوق برميل كبير من البارود الذي يمكن ان يتفجر في كل دقيقة؟

وفي هذا الاطار: ما دور القوات الدولية، واين الدولة اللبنانية من كل ما حصل ويحصل؟ فاذا كانت قواتها الامنية ممنوعة من دخول منطقة الحادثة، افلا يعني هذا انها ممنوعة من ممارسة كل امر يمس سلطة حزب الله من قريب او بعيد؟

ان الجنوب الذي كان يطلق عليه على عهد منظمة التحرير الفلسطينية اسم ” فتح لاند” صار اسمه اليوم “حزب الله لاند”. فهل هذا قدر الجنوب : ان يكتسب كل الاسماء ويحرم الاسم الذي يثبت لبنانيته وانتماءه الى الشرعية؟ ان ما حصل اليوم يؤكد مرة جديدة صحة طرح البطريرك الراعي. فالتحييد ضروري، والحياد اصبح موقف معظم اللبنانيين. وفي النتيجة لمن ستكون الكلمة الفصل : لسلاح الموقف ام لموقف أهل السلاح؟