سقطت المتاريس والأقنعة الواحدة تلو الاخرى بعد انقضاء حوالى 3 اشهر على التكليف. صحيح ان الاسباب التي يجري الاقتتال حولها في مسألة تأليف الحكومة حقيقية كتوزع الحصص والحقائب بين سيادية وخدماتية، لكن المانع الاساسي للتشكيل هو دخول سوريا على الخط فارضة اسماء وزراء محددين من خاصتها تحسبا لتمايز محموم سيتبلور شيئا فشيئا بين دمشق وحزب الله بفعل المسارات التي سيسلكها الكباش في الاقليم وإن كان الظاهر العام للأزمة يوحي بأن دمشق على تناغم مع الحزب ومن ورائه طهران. فالعنوان العام الجامع بين دمشق والحزب ضرورة التطبيع مع النظام السوري شرطا للتأليف، لكن التفاهم والتنسيق ينتهيان هنا، فبعد استعادة الاسد بعضا من قوته سيكون العنوان الفاقع للمعركة لبنان سوري ام ايراني وهنا تبدأ المشكلة.
وفيما الجميع منغمس في المعركة انطلاقا من العناوين الخلافية التي اسلفناها ينصح مطلعون الطباخين ومخربي طبخات التأليف بالاسراع في تشكيل الحكومة قبل منتصف ايلول ليس للاسباب الاقتصادية والمالية والتربوية والانمائية الضاغطة فقط، بل لأن هناك عامل خطر سيستجد على الساحة الداخلية من شانه ان يخلط المعادلات القائمة ويجعل ما هو مقبول الان مرفوضا بعد هذا التاريخ ربما، وذلك لأسباب انسانية وسياسية وعدلية. هذا العامل سيتأتى من دخول المحكمة الخاصة بلبنان مرحلة المطالعات النهائية والاقتراب من الحكم في قضية اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه اضافة الى عدد من الجرائم المتصلة بهذا الملف، يضيف المطلعون انه اجدى بالمعترضين على المحكمة ان يتفيأوا ظل حكومة وفاق وطني جامعة تحسبا للحكم الاتي لطيفا كان ام قاسيا، مدينا كان ام مبرئا.