IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الأربعاء في 23/09/2020

خرب الدنيا الرئيس سعد الحريري بمبادرته أمس، ليس لأنه كسر عصبة رؤساء الحكومة السابقين وزعل صقور الطائفة السنية بتراجعه عن رفضه المطلق أن تسند حقيبة المال لشيعي، بل لأنه صحى لعبة التأليف من الإغماءة العميقة التي اصيبت بها إثر الضربة بعقب المسدس التي سددها إليها الثنائي.

الإنعاش الذي لم يكن متوقعا ومرغوبا لمسار التأليف، فاجأ الجميع، لكنه أحرج الضاحية وعين التينة .

من هنا هذا التخبط في الردود في صف الثنائي، والذي تراوح بين رفض عصبي بالمطلق لمبادرة الحريري، وتريث متردد أعاد فتح الباب لبصيص أمل ضعيف بإمكانية التوصل إلى مسار يسهل التأليف.

ويقول المتابعون لموقف الثنائي، إن الأخير لين موقفه كلاميا بعدما وجد نفسه وحيدا في معركة التعطيل، وقد تخلى عنه رئيس الجمهورية وتياره، واللين ليس سوى تكتيك استيعابي لأن لا ضوء أخضر من إيران بعد، لتشكيل حكومة مستقلة فعلا لا قولا في لبنان. فيما طهران في عز حاجتها للبنان ورقة ثمينة في كباشها مع واشنطن.

تعثر الثنائي بدا فاقعا بسؤاله الحريري عمن منحه الحق في إعطاء حقيبة المال لغير شيعي فيما الدستور لا يقول بذلك، علما بأن الدستور لم يوزع الحقائب الوزراية الأخرى على قواعد طائفية ولم يخصص أي طائفة.

توازيا ، مهما بلغت المكابرة لدى الثنائي فهو بالمنطقين السياسي والأخلاقي محرج تجاه اللبنانيين، وقد تعرى من أي ورقة تين دستورية وانكشف سافرا أمام فرنسا والعالم بأنه يخطف الدولة بشعبها ودستورها واقتصادها ووجودها لصالح غريب، وطبيعي ألا تساعده الانفجارات المتنقلة التي لا تبقي لا حجرا و لا بشرا، والخشية ألا يكون آخرها انفجار عين قانا أمس.

في السياق جملة أسئلة تفرض نفسها : هل يرغب الثنائي المكشوف في التراجع لملاقاة الحريري لكنه لا يجد الى ذلك سبيلا بعدما رفع حماره عاليا على أعلى شجرة ؟ أم أنه لا يريد التراجع لأنه غير عابىء بمصير الوطن والناس؟

ما موقف الرئيس المكلف، هل يجرؤ ويؤلف ؟ و ما هو موقف رئيس الجمهورية، وهل نسي أنه هو من حذر ان بعد فشل أديب، جهنم تنتظرنا والنحيب؟

هل سمع أهل السلطة كلام العاهل السعودي في الأمم المتحدة عن سيطرة حزب الله على الدولة وإشارته بقوة الى آخر تجليات هذه السيطرة التي تمثلت في الانفجار الرهيب الذي ضرب مرفأ بيروت، فيما الرئيس عون يسعى الى إقناع “هذه الأمم” بمساعدة لبنان على النهوض من خرابه؟