لم يستفق لبنان بعد ويبدو أنه لن يفعل في القريب العاجل، من صفعتي استقالة مصطفى أديب والبهدلة العنيفة التي وجهها الرئيس الفرنسي للطبقة السياسية . لن يستفيق، لأن المؤسسات المعطلة والطقوس الدستورية المستباحة منعتا رئيس الجمهورية من الدعوة إلى الإستشارت الملزمة لاختيار رئيس مكلف جديد .
قد تولدت لديه قناعة مستهجنة تقول بضرورة الإتفاق على الرئيس العتيد وتشكيل الحكومة قبل الإستشارات، بدلا من أن تدفعه الكوارث المتعددة التي تضرب البلاد للجوء الحكمي إلى الدستور الذي وجد ليكون ملاذا آمنا تحتكم إليه الدول في مثل هذه الظروف .
لن تستفيق الدولة من غيبوبتها، لأن حزب الله إعتبر ما حصل فرصة ثمينة لإعادة تعويم حكومة دياب. مرة لسهولة التحكم بها ، ومرة لاستبعاد كابوس الإنتخابات المبكرة ، ومرة للرد ولو من كيس لبنان ، على تطاول ماكرون على الله من خلال التطاول على حزبه . لن يستفيق لبنان من غيبوبته لأن أمراء الطوائف المتحالفين في العمق، لا مصلحة لهم في نجاح المبادرة الفرنسية و لا في قيام حكومة المهمة
كيف يقبلون بها ، و في رأس مهامها إجراء التدقيق الجنائي الذي سيفضح جرائم الفساد والاختلاس المرتكبة بالتكافل والتضامن في ما بينهم في وزارة المال ، هم الذين تبادل رجالهم على خزائنها وتناتشوا دفاترها وزوروها وأحرقوها حتى وصلنا الى ما نحن عليه اليوم من خراب وإفلاس.
وليكتمل النقل بزعرور التعطيل ، يطل السيد حسن نصرالله بعد قليل ، بالأصالة عن نفسه وعن إيران، وبالوكالة المنتزعة بالقوة من الشعب ، يطل ليقول لماكرون، تأدب ، لست بالقوة التي تظن. يمكنك التطاول على الدولة، لكن تطاولك على الدويلة ممنوع ، و لا تهددنا بالحصار فنحن نحاصر البلد منذ السابع من أيار 2008 .
في الأثناء وفيما أزمات الكورونا والدواء والوقود ونزيف تهريب المواد المدعومة على أشده ، يعقد المجلس النيابي جلسة تشريعية غدا ، أهم بندين على جدول أعمالها: قانون العفو المختلف عليه والمرشح لأن يطير الجلسة ، وإلزام المصارف تأمين الدولار الطالبي .
في هذه الأجواء ، فقدت الكويت أميرها و أحد قادتها المؤسسين ، و عميد القادة العرب ، وأحد أصدقاء لبنان الكبار، في زمن البحبوحة وفي زمن الملمات، سمو الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح. وقد اعلن مجلس الوزراء ولي العهد الأمير نواف الأحمد الجابر الصباح أميرا على البلاد