IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الثلثاء في 27/10/2020

كل شيء يوحي ان التشكيلة الحكومية تنجز بسرعة. لكن السرعة لا تعني التسرع، وخصوصا انه يرافقها تكتم شديد يقارب السرية. للمرة الثالثة في غضون اربعة ايام يزور رئيس الحكومة المكلف بعبدا ويجتمع بالرئيس عون، وذلك في جو من التفاهم على ما تحقق حتى الان من تقدم، كما ذكرت السطور القليلة الصادرة عن قصر بعبدا.

انها المعلومات الرسمية والشحيحة جدا . في المقابل ذكرت معلومات خاصة انه في جلسة اليوم بحث عون والحريري مبدأي الحجم والمداورة، وباشرا توزيع الحقائب على الطوائف والقوى السياسية. في الحجم الارجح ان الحكومة ستكون عشرينية، وذلك ارضاء للطائفة الدرزية التي ستحصل في العشرينية على وزيرين لا على واحد. اما الوزراء فاختصاصيون تسميهم القوى السياسية ويتمتعون بحد ادنى من الاستقلالية. في المداورة تردد ان عون والحريري اتفقا على ان تشمل كل الحقائب باستثناء المالية، اي انها ستشمل الصحة والطاقة والداخلية، وبالتالي فان حزب الله لن يحصل على وزارة الصحة. فهل الحزب في وارد التخلي عنها؟ وهل التيار الوطني الحر سيرضى بالتخلي عن الطاقة اذا كان ثمنها تسلم وزارة الداخلية؟

يبقى موضوع الثلث الضامن او المعطل. وفي هذا الاطار رأيان واتجاهان يتنازعان عملية التأليف. الاول يقول ان الوضع يفرض الا يكون لأي طرف لوحده الثلث الضامن. أما الرأي الثاني فيرى ان رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر يمكن ان يحصلا على الثلث الضامن باعتبار ان الحصة المسيحية الوازنة ستكون من نصيبهما. فهل يصر رئيس الجمهورية والنائب جبران باسيل على الثلث الضامن ام سيتجاوزان الامر هذه المرة تلافيا لتعقيدات جديدة؟ بمعزل عن التفاصيل فالثابت ان عملية التأليف تسير اسرع من المتوقع.

وفرنسا ليست بعيدة عن الامر، اذ ان مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا باتريك دوريل يجري اتصالات هاتفية يومية بالمعنيين بالتأليف ليحثهم على التسهيل والايجابية والتسريع. ولعل ايجابية الداخل وضغط الخارج هما ما حملا احد كبار المسؤولين على ان يتوقع امام زواره بان تشكل الحكومة في غضون عشرة ايام على الاكثر. كما ذكرت معلومات ان الرئيس الحريري سيزور بعبدا الخميس المقبل حاملا مسودة اولى للحكومة العتيدة. فهل يتصاعد الدخان الابيض من قصر بعبدا قريبا، وهل سيستقبل اللبنانيون الاسبوع المقبل بحكومة جديدة؟