التضارب والتناقض يتحكمان بقوة في تشكيل الحكومة العتيدة. السبب الرئيسي للتضارب والتناقض: الغموض الخلاق، أو غير الخلاق، الذي يواكب عملية التأليف. ففي بعض المعلومات أن رئيس الحكومة المكلف سيقدم في زيارته المقبلة إلى بعبدا، والمرتقبة الجمعة أو السبت على أبعد تقدير، مسودة أولى كاملة للتشكيلة الحكومية.
لكن علامات استفهام كثيرة ترتسم حول المعلومة المذكورة. فطالما أن القيمين على التأليف لم يتوافقوا على الخطوط الأساسية للتركيبة الأساسية، فكيف للرئيس المكلف أن يقدم تشكيلة متكاملة؟، فعون والحريري ومن وراءهما، لم يتفقوا بعد لا على عدد الوزراء ولا على التوزع الطائفي والمذهبي للحقائب ولا على التوزع السياسي. كما لم يتفقوا بعد على الشخصية التي ستتولى وزارة الطاقة وتشكل تقاطعا بين “الوطني الحر” و”المستقبل”. كما أن أحدا لا يملك أي جواب عن المشروع الاقتصادي- الاجتماعي للحكومة.
أي أن النقاط الخلافية لا تزال أكثر بكثير من نقاط التوافق والالتقاء. فهل يمكن والحالة هذه الحديث عن ولادة قريبة ل”حكومة المهمة”؟.
إضافة إلى المعطيات المحلية المذكورة، فإن ثمة معطيات إقليمية ودولية تثير بعض التساؤلات. وقد ترددت معلومات أن وزير الخارجية الفرنسي اتصل بنظيره الأميركي، متمنيا عليه أن تتواصل واشنطن مع حلفائها العرب، ولا سيما الخليجيين، وذلك لإقناعهم بتقديم الدعم للحكومة العتيدة. لكن الجواب الأميركي كان أقل من المأمول فرنسيا، وخصوصا أن الولايات المتحدة تشدد في مواقفها على ضرورة تشكيل حكومة لا تخضع لنفوذ “حزب الله”.
رغم كل هذا العرض، فإن المعلومات تؤكد أن لا عقبات فعلية كبيرة أمام ولادة الحكومة، وأن التأخير تقني لا أكثر ولا أقل، وأن إصدار مراسيم التشكيل ينتظر التوقيت السياسي الملائم. فهل تولد الحكومة قبل ظهور اسم الرئيس المقبل للولايات المتحدة؟.
في الأثناء المحادثات حول ترسيم الحدود انعقدت وكانت بناءة، وفق الخارجية الأميركية.
في المقابل، فرنسا عاشت خميسا أسود، بدأ بهجوم بالسكاكين على كنيسة في نيس ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص، كما حصل حادثان مماثلان في افينيون وليون. والوضع الأمني الخطر أرغم السلطات الفرنسية على رفع درجة التأهب الأمني إلى أقصى مستوى. فهل نحن على عتبة مواجهة واسعة بين السلطات الفرنسية وبين إرهابيي السكاكين؟.