IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم السبت في 31/10/2020

تفاؤل أول الأسبوع تحول شبه تشاؤم في نهايته. التشكيلة التي كان يتوقع أن يقدمها رئيس الحكومة المكلف إلى رئيس الجمهورية أمس أو اليوم، لم يقدمها الرئيس الحريري للرئيس عون. حتى الزيارة التي كانت متوقعة للحريري إلى قصر بعبدا، لم تحصل.

في الدلالات، الأمران غير مريحين، ويشيران إلى أن ثمة ما تغير بين الأيام الأولى لما بعد التكليف والآن. في المرحلة الأولى كانت كل المؤشرات تنبىء أن التأليف سيتم سريعا، وأن العقبات القائمة ستذلل بحكم اندفاعة التكليف و”طحشة” الحريري ودعم من سانده.

اليوم تبدو الصورة مختلفة. العقد عادت للبروز، وما من عقدة فعلية حلت جزئيا أو نهائيا. كأن كل الأمور معلقة بانتظار تدخل طرف ما أو حصول أمر ما. لكن التدخل الفرنسي مستبعد، باعتبار أن فرنسا منشغلة بهمومها الداخلية وبحربها ضد الإرهاب. فهل نكون وقعنا من جديد أسرى انتظار نتائج الانتخابات الأميركية الأسبوع المقبل؟، الأمر مرجح، وخصوصا أن كثيرين يعتبرون أن إيران التي تفكر كالعادة براغماتيا، لا تريد أن تبيع ورقة تشكيل الحكومة إلى فرنسا بل إلى أميركا، كما لا تريد أن تبيع ورقة التشكيل إلى إدارة أميركية قد ترحل بل إلى إدارة ستبقى أو تأتي.

وفي حال استمر الأمر على ما هو عليه، فمن المرجح أن يبدأ الأسبوع المقبل بداية مختلفة. المعلومات القليلة جدا من “بيت الوسط” تفيد أن الرئيس المكلف قد يقدم على تقديم تشكيلة حكومية من ثمانية عشر وزيرا إلى رئيس الجمهورية، ثم ينتظر ليبنى على الشيء مقتضاه. طبعا من المرجح أن ترفض بعبدا التشكيلة، لكنها على الأقل تشكل بداية تفاوض حقيقي، تخرج الوضع الحكومي من رماديته الحالية.

توازيا، جائحة الكورونا تواصل تمددها الخطر، ووصلت إلى مرحلة التفشي المجتمعي. والمسؤولية هنا مشتركة. فأجهزة الدولة لم تطبق الإجراءات بالجدية والحزم المناسبين. كما أن الناس لم يلتزموا الإرشادات والتعليمات المطلوب منهم أن ينفذوها، فيما القطاع الصحي والاستشفائي يعاني مشاكل بنيوية خطرة. فهل يكون الحل بالعودة إلى الإقفال التام من جديد ولو لمرحلة معينة، حتى لا يكرر لبنان التجربة الإيطالية؟.

دوليا، السباق المحموم إلى البيت الأبيض يقوى ويشتد، قبل ثلاثة أيام من فتح صناديق الاقتراع. وفي فرنسا الأعمال الارهابية تتواصل، وآخرها إصابة كاهن أرثوذكسي بطلق ناري في مدينة ليون. فهل الأمور ذاهبة إلى التصعيد فرنسيا، أم أن التصريح التبريري الأخير لماكرون إلى قناة “الجزيرة” يمكن أن يهدىء الأمور ويمنع انزلاقها إلى أماكن خطرة؟.