IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الأحد في 01/11/2020

الشعب بما بقي له من حناجر يصرخ، القوى الحية تستجدي، الدولة الصديقة تعنف، البطريرك الراعي يؤنب، المتروبوليت عودة يستصرخ، ولا ضمائر لمن تنادي. يا جماعة، يا أهل السلطة، لقد اخترتم رئيسا مكلفا كي يؤلف حكومة لا ليكلف الدولة المزيد من الخسائر أو ليضيع ألف يوم كي ينجز المطلوب منه، أو ليشكل “ديابية” ثانية تكون مهمتها تنظيم دفن غير لائق للدولة.

لقد سلم الجميع في الوسط السياسي، إما عن قناعة أو بهدف الإستدراج، بأن الحريري هو الأفضل، واستسلم الثوار عجزا عن إيجاد البديل، وخففت فرنسا شروطها ودورت الزوايا وتقبلت تأليف حكومة بنكهة سياسية يرأسها سياسي، وأقنعت واشنطن والعرب بحتمية لبننة معقولة لعملية استيلاد الحكومة، وإلا دخلت البلاد في الجدار بعدما توقفت عنده أكثر مما يتحمل شعبه المنكوب.

مطلقو المناشدات والمواقف بينهم رجال دين مسيحيون، يؤكدون أن إفساح المجال أمام الرئيس سعد الحريري تأليف الحكومة التي يريدها وضمن الأطر التي عرضناها، لا يشكل انتصارا للسنة ولا انكسارا للشيعة ولا للعهد ولا للمسيحيين ولا للدروز. وهم ينطلقون من واقع أن فشل الحريري لن يكون فشلا شخصيا له، بل فشل وسقوط مدو للدولة بطوائفها المتخانقة وشعوبها المتناحرة واقتصادها المدمر. وإذا لم يكترث القيمون على مصير لبنان لخطورة ما يمر به، فإن تصرفهم سيرقى إلى مستوى الجريمة ضد الإنسانية.

يكتسب هذا العرض مشروعيته من الواقع المزري الذي بلغته البلاد، وقد أصاب الاهتراء والتحلل كل مفاصل الدولة و أعضائها الحيوية. وإذا كان ضياع أرزاق الناس وأموالهم ومدخراتهم وفرص عملهم، لا صوت له مدويا ولا ينتج دمارا عينيا، فإن جائحة الكورونا الصامتة المتروكة لفوضى المعالجات ستتحول إلى منجل يحصد أعمار اللبنانيين، وبالتالي يجب التحرك العملي والمنهجي لمعالجته، لا اعتماد الغوغائية والتلهي بتقاذف المسؤوليات. نقفل هذه المناطق، نفتح هذه المناطق ونعيد إقفالها كليا أو جزئيا، نقفل المدارس، نفتح المدارس، نقفل الأسواق، نقطع الأرزاق.

نعم كل هذا الفالس المضحك- المبكي، “لكن شو؟” الكازينو مفتوح أمام رواده ليلا نهارا، و”اللعيبة متل كبس الجبن” فوق بعضهم البعض، يمارسون هواياتهم الراقية، والكورونا تتلاقح وتتناسل و”تبعط” بينهم. ما هم إن خسروا أموالهم، المهم أنهم سيربحون فيروسا قاتلا ينقلونه إلى عائلاتهم الجائعة والمجتمع، كل هذا تحت أعين الدولة الساهرة التي لا ترى الفيروس إلا في أبواب الرزق الحلال.

الفقدان غير المقبول للهيبة الرسمية، مقبول فنيا ودراميا بل هو مطلوب ومرغوب، إذ يطل بعد قليل مسلسل “الهيبة” الذي سحر المشاهدين وسمرهم لأربعة مواسم أمام شاشة ال”ام تي في”، يطل بحبكة جديدة وبقصة تحبس الأنفاس عنوانها “الرد”. العمل يشكل فعل مقاومة وإيمان، من ال”ام تي في” وشركة “الصباح”، ينطلق من قناعة لديهما، بأنه مهما عصفت ريح الصعوبات به، فإن لبنان قد ينحني لكنه لا ينكسر ولا يموت، وهو لا بد سيعود.. وسيرد.