IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الاثنين في 02/11/2020

كأن الانتخابات الاميركية تجري في لبنان. فالجميع في انتظار النتيجة ليبنى على الشيء مقتضاه. والنتيجة حتى الان غير معروفة وغير محددة. صحيح ان استطلاعات الرأي تعطي ارجحية لبايدن على ترامب، لكن الارجحية لا تعني شيئا في انتخابات الولايات المتحدة. فالنظام الانتخابي معقد ومتشابك، والكتلة الناخبة الصامتة كبيرة وتقلب الموازين عند فتح صناديق الاقتراع. كما ان استطلاعات الرأي في اميركا مشكوك في صدقيتها ، وخصوصا انها جاءت مغايرة للواقع قبل اربع سنوات. لذلك الانتظار سيد الموقف، وهو انتظار يشمل العالم بأسره.
فمعظم الدول تحبس انفاسها لمعرفة من سيتربع على عرش روما القرن الحادي والعشرين.

وفي الانتظار، الحكومة اللبنانية الموعودة عادت الى الثلاجة . السبب الظاهر: خلاف على العدد والحقائب والحصص. اما في العمق، فلأن شكل الحكومة وتركيبتها مرتبطان بمن سيدخل البيت الابيض على حصان ابيض، فالحكومة في حال فاز ترامب هي غير الحكومة في حال فاز بايدن. لذا وجب الانتظار، مع الامل بأن لا تستنسخ الولايات المتحدة الاميركية التجربة اللبنانية فيتأخر او يتعقد اعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية، كما يتأخر عندنا تشكيل الحكومات وانتخاب الرؤساء، وتتعقد عملية انجاز الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها .

في الوقائع ، الحريري زار قصر بعبدا للمرة الرابعة منذ تكليفه. كالعادة التكتم أحاط باللقاء وبما بعده ، فلم يرشح اي شيء منه. واكتفى البيان الصادر عن دوائر القصر الجمهوري بالقول ان عون والحريري درسا ملف تشكيل الحكومة في جو من التعاون والتقدم الايجابي .

لكن ، عن اي تقدم ايجابي يتحدث بيان بعبدا ، وكل المعلومات تتقاطع عند التأكيد ان تشكيل الحكومة ما زال في المربع الاول ، ان لم نقل إنه عاد الى النقطة الصفر ؟ وعن اي تعاون يشير البيان ما دام رئيس الجمهورية والرئيس المكلف ما زالا مختلفين على الف باء التشكيل ، اي على عدد الوزراء في الحكومة ؟

توازيا ، جائحة كورونا تتمدد ، في ظل خوف متنام من قوة الموجة الثانية وآثارها ونتائجها . وزير الصحة الذي اعتبر ان الاقفال الجزئي لم يأت بالنتائج المرجوة ، طالب باقفال عام في البلد لمدة اربعة اسابيع مع اجراءات صارمة . لكن الهيئات الاقتصادية تصدت مسبقا لاي قرار يمكن ان يصدر في هذا الاطار ، معلنة رفضها المطلق له. فاي منطق سينتصر في النهاية : المنطق الصحي ام المنطق الاقتصادي – الاجتماعي ؟ اي لمن ستكون الكلمة الفصل : لحياة المواطنين ام لما تبقى من لقمة عيشهم؟ خياران كلاهما مر.. وكاسك يا وطن!