في لبنان كما في أميركا عنوان واحد: التخبط. الولايات المتحدة التي طبقت على مناطق كثيرة في العالم مبدأ الفوضى الخلاقة، إنتقلت على ما يبدو إلى تطبيق المبدأ المذكورعلى نفسها. فبدلا من أن تكون الإنتخابات الرئاسية فيها مناسبة لحسم اختيار الناخبين، إذا بها تتحول مناسبة لزرع الخلاف الدستوري العميق والخطر بين الحزبين الرئيسيين والمرشحين الرئاسيين. فمن سيفوز في النتيجة: دونالد ترامب أم جو بايدن؟ حتى الآن، ووفق النتائج المعلنة، بايدن يتقدم بالنقاط وبنسبة قليلة جدا في ولايات الجدار الازرق. لكن هذا لا يعني أن المعركة الإنتخابية حسمت نهائيا وذلك لسببين.
الأول: أن النتائج ليست نهائية ولا رسمية بالكامل ، وبالتالي فإن احتمالات تغير الأرقام لا تزال قائمة ، وإن كانت قليلة.
السبب الثاني أن دونالد ترامب لن يرضى بالنتيجة. فهو أعلن فوزه منذ ساعات طويلة مؤكدا أن فريقه سيلجأ إلى المحكمة العليا للإعتراض على تعداد الأصوات وما وصفه بالإحتيال على الشعب الأميركي. فماذا يحصل في أعظم ديمقراطية في العالم؟ وهل أميركا في طور الإنتقال من معركة إنتخابية محددة إلى معركة قانونية دستورية مفتوحة؟ و اي تداعيات ستكون للمعركة المذكورة على الشارع، وعلى الاستقرار، وحتى على السلم الاهلي؟
في لبنان تفاؤل الامس بددته وقائع اليوم. قبل الظهر ذكرت معلومات ان رئيس الحكومة المكلف سيزور بعبدا حاملا تصورا اوليا للحكومة المقبلة. وقد تردد انها مؤلفة من ثمانية عشر وزيرا. كما تردد ان توزيع الحقائب على الطوائف والمذاهب والاحزاب بات منجزا، وان العمل يتركز على اسقاط الاسماء على الحقائب. لكن معلومات قبل الظهر بددتها وقائع بعد الظهور.
فالحريري لم يزر قصر بعبدا ، ما اشر الى وجود عقد جديدة او جديدة- قديمة. وفي المعلومات انالعقدة الاساسية لا تزال تتمحور حول امرين اساسيين: عدد الوزراء، ووزارة الاتصالات. فهل ستذلل الاتصالات والمشاورت العقدتين ليزور الرئيس الحريري بعبدا غدا؟ ام ان تذليل العقدتين لا يمكن ان يتحقق الا عبر لقاء يجمع رئيس الجمهورية برئيس الحكومة المكلف؟ هم الحكومة المعلقة لم يمنع الاهتمام بهم الكورونا. فالجائحة تواصل تفشيها فيما السلطة غائبة او ضائعة. وقد علم ان المجلس الاعلى للدفاع سيجتمع في اليومين المقبلين لدراسة الوضع. فهل يكون الحل باعلان الاقفال التام لاسبوعين او شهر، ام تواصل الدولة اتباع سياسة دفن الرأس في الرمال؟