أميركا تتلبنن ، لا تفرحي ايتها السلطة ولا تنفرجي ولا تتشبهي ، ما يحصل في الولايات المتحدة هو فورة حصانةٍ هدفها حماية الديموقراطية وطقوسها ، وجوهر هذه الطقوس على الاطلاق الانتخابات بما هي التجديد الواجب للسلطة ، من رأسها عبر صناديق الاقتراع .
ما يحصل عندنا هو مؤشر مقلق على تحلل القيم الديموقراطية، وممارسة بتراء عوجاء مشوهة لطقوسها منعا لإنتاج السلطة وخدمة لمنظومةٍ متسلطة يقتتل اسيادها على اقتسام ما بقي من الدولة .
ما يحصل في أميركا ، في مقدور اقتصادها وماليتها ونظامها وقوانينها تحمله ، وما يحصل عندنا يتجاوز امكاناتنا ويضرب كل منطق انساني وأخلاقي وقانوني .
من هنا ايتها السلطة ، لا تتشبهي بالأميركيين، ولا تقولي لنا : إنظروا ماذا يجري في الدولة العظمى للتبرير بأن ما ترتكبونه عندنا بسيط ومقبول .
رجاء تشبهي بالكرام ولو لمرةٍ ، إن تشبهك بغير الكرام هو الذي أوصلنا الى قعر الهاوية التي نحن فيها. لكن وبالمعاينة الحسية ، السلطة لم تسمع ولن تسمع هذا النداء ولم تستغل التأخير الرئاسي الأميركي لتعويض تأخرها والتعجيل في التأليف
فالمكونات السياسية عندنا لا تزال تقتتل على الأحجام والحقائب في المربع الأول ، فيما الأسلحة تـذخـر لمعركة إسقاط الأسماء على الحقائب ، هذا إن وصلنا الى هذا الترف يوما .
نتيجة هذا الضياع ظهرت واضحة في تخبط حكومة تصريف الأعمال والذي ينحدر الى مستوى الإهانة ، مع شركة التدقيق alvarez & marsal حيث أكدت الدولة تشرذمها ، كل فريقٍ منها يقرأ في كتاب مختل وقانون مناقض ، في دولة يفترض أنها واحدة.
وإذا كانت السلطة فقدت حياءها أمام الأجانب والزوار الرسميين فلا عجب إن تركت شعبها طعما للمرض والكورونا ، وطعاما للجوع ، ولقمة للإفلاس ومادة رخيصة للغرق في مياه السيول والصرف غير الصحي . ولا عجب أن يتطاول عليها بشار الأسد ، الذي نهب نظامه لبنان ودمره وأزهق الأرواح وسجن واغتال وأخفى آلاف اللبنانيين ، منذ أبيه المؤسس و حتى قراءة هذه السطور ، فيتنطح متهما لبنان بسرقة أموال سوريا ، ولم يجرؤ “إبن مرا” في دولتنا على إسكاته أو سؤاله،أقله عن الطحين والمازوت والدواء المهرب.
وكيف يجرؤون ومعظمهم كان شريكا في جريمة نحر لبنان ولا يزال .