IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم السبت في 07/11/2020

ضربة “ماغنيتسكي” أمس أصابت رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل. بعد النائب علي حسن خليل والوزير (السابق) فنيانوس، تكون الولايات المتحدة أتمت استهداف الملازمين الأول للرئيسين عون وبري ولرئيس “المردة” سليمان فرنجية. الرسالة الأميركية واضحة لا لبس فيها إلى قيادات الصف الأول، مفادها ألا حصانة تحمي أحدا في لبنان مهما علا شأنه وموقعه، إن هو وقف بجانب “حزب الله” أو أعاق المسار الذي يعيد لبنان إلى سكة النهوض، أو مارس ما تعتقد أنه فساد. والمقصود بالنهوض، تأليف حكومة الاختصاصيين الحيادية.

واللافت في القرار الأميركي، توقيته، إذ حصل بعيد الانتهاء من التصويت الرئاسي في أميركا، بحيث لم يستفز اللبنانيين الأميركيين نسبيا. واللافت أكثر، لانمطيته، إذ لم تراع إدارة ترامب أمرين: الأول، تأثير القرار على مسار ترسيم الحدود. والثاني، احتمال ارتماء لبنان في أحضان إيران.

في السياق، دعا الخبراء في السياسة الأميركية إلى عدم الرهان على أن رحيل الرئيس ترامب، ومجيء بايدن، سيبدل الكثير في مواقف الإدارة الأميركية الجديدة. وأثبتوا فشل السلطة من باب فقدان المحاسبة ومنع قيام القضاء النزيه، إذ يعتبرون أنه لو أتيح للتشكيلات القضائية والقوانين الإصلاحية ذات الصلة أن ترى النور، لما تحول لبنان، وعلى أيدي مسؤوليه، إلى دولة فاشلة تلاحقها عدالات الدول الغربية والغريبة، محقة كانت أم متحاملة.

في السياق ، وبعد أن حسمت رئاسة الولايات المتحدة الأميريكية للمرشح الديمقراطي، تؤكد تقارير أميريكية أن بايدن سيستعيد صقورا في الديبلوماسية كانت الإدارة الجمهورية استعارتهم من الحزب الديموقراطي، لخبرتهم في خفايا الشرق الأوسط عموما ولبنان خصوصا، و لأدائهم المتصلب ضد “حزب الله” وضد معظم الطقم السياسي التقليدي في لبنان، والذين يرون أنه يجسد الفساد بأبشع مظاهره.

وتتدافع الأسئلة بعد واقعة باسيل أمس، وتكثر النصائح: هل ترتقي أميركا بعقوباتها لتطاول الرؤساء وتتوسع لتشمل غيرهم من الصف نفسه، إن لم يفهموا رسالة الأمس؟. هل يتصلب “التيار الوطني الحر”، ويتضامن معه “حزب الله”، فيتأثر المسار الحكومي بالقرار الأميركي، علما بأن المسار شبه معطل الآن؟. هل يسرع الرئيس الحريري خطوات التأليف منطلقا من قوة الدفع الأميركية التي تتقاطع مضامينها مع رؤيته الأولى للحكومة العتيدة؟. أما النصائح فنختصرها بواحدة: لا تترجموا العنفوان والغضب بقرارات عشوائية، إلجأوا إلى القانون، وسارعوا إلى تأليف الحكومة المثالية التي يريدها اللبنانيون، قبل الأميركي والفرنسي والعربي، فلبنان الذي ينهشه الكورونا ويتوسع تسوناميا، مقبل بحسب منظمة الفاو، على مجاعة قد تصيب أكثر من مليون شخص من مواطنيه، إن استمر العناد والمقامرة والمغامرة والامتناع عن تشكيل “حكومة المهمة”.