IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم السبت في 05/12/2020

الناظر إلى لبنان المفكك بدولته واقتصاده ودبلوماسيته، كما المستمع إلى شعبه المتقلب على نار الأزمات المعيشية والإقتصادية والمالية، لا يمكنه إلا أن يصرخ جازما: إنها اللعنة، لأن لا شيء غير اللعنة يمكن أن يحدث هذا الخراب العميم والمستدام في وطن صغير بحجم لبنان.

والمستهجن المعيب، أن اللعنة ليست من الغيب ولا من قوة قاهرة غريبة، بل هي متأتية من شعب لم ينتق إلا الأسوأ من الحكام، ومن حكام عبأوا دفاتر شروطهم حتى آخر إساءة وزادوا.

فالناظر والمستمع إلى لبنان، وهما من أصدقائه، نصحا وقرعا وتشددا وسامحا وأعطيا فترة سماح تلو الأخرى لأهل المنظومة، لكنهما لم يلقيا أي تجاوب. وليس آخر الرسائل تلك التي أسمعهم إياها الرئيس الفرنسي بإسم مجموعة دعم لبنان، وكانت حازمة وصارمة، ويبدو أنها لن تكون الأخيرة.

فبحسب معلومات تحتاج إلى تأكيد، فإن الرئيس ماكرون الذي سيزور لبنان قبيل الأعياد، لن تقتصر زيارته على القوة الفرنسية في اليونيفيل، بل سيوسع إطارها فيلتقي المسؤولين اللبنانيين، وصولا إلى إمكان أن يجمع القوى السياسية حول طاولة حوار ثالثة في قصر الصنوبر. فإذا استبق أهل السلطة المناسبة بتشكيل حكومة المهمة، نكون عندها انتقلنا برعاية فرنسا إلى مرحلة تثبيت البنيان، ويستعيد لبنان شيئا فشيئا استقراره ويبدأ مرحلة النهوض، أو نبقى على تخبطنا وخلافاتنا، وعندها ستكون زيارة ماكرون وداعية باسم الأسرة الدولية، ويترك لبنان لعزلته القاتلة.

المؤشرات والمعطيات السياسية لا تشير أبدا الى احتمال سلوك طريق المنطق والعقلانية، فالقوى السياسية المعنية بالتشكيل في شقها القريب من رئيس الجمهورية والتيار الحر، تلوح بتعويم حكومة حسان دياب، وفي الوقت نفسه تحمل الرئيس المكلف مسؤولية تأخير الحكومة وتثقله بالشروط، قبل أن تعود لتتحصن وراء متراس وحدة المعايير .

الرئيس المكلف في المقابل، يصر على موقفه المتماهي نظريا مع الشروط الفرنسية، أما الثنائي الشيعي وجنبلاط فيتكتكان بالقطعة على الفريقين، إما للحسابات الإقليمية المعروفة، أو للحصول على مكاسب وازنة في كعكة السلطة.

وسط هذه الأجواء، سرت معلومات مصدرها الوسط العوني، عن احتمال زيارة قد يقوم بها الرئيس المكلف الى بعبدا خلال ثمان وأربعين ساعة، علما بأن أي تقدم معلن لم يتحقق يبرر الزيارة.

توازيا، العمل متواصل لإيجاد السبل الناجعة لتخفيف الدعم وترشيده، بما يمكن مصرف لبنان من الاحتفاظ باحتياطه من العملات الأجنبية مدة أطول، وسط رأيين: الأول يقول بتخفيض الاحتياطي الإلزامي للمصارف، وهي أموال المودعين، ويذهب الى حد الحديث عن تسييل قسم من الذهب. والثاني يرفض رفضا قاطعا هذا المنحى، ويتجه الى استصدار القوانين الضرورية للحؤول دون ذلك لعدم أهلية المنظومة.

نبقى في السياق الكارثي، ساعة مطر بعد الظهر كانت كافية لإغراق بيروت وبعض ضواحيها، وخصوصا الشمالية-الشرقية، التي لم ينفض بعضها عن نفسه بعد آثار بركان المرفأ، حتى الثلج الذي رافقها لم يتمكن من إخفاء عدم أهلية بنانا التحتية التي تشبه النفوس السوداء التي بنتها على صورتها ومثالها.