لا عطلة سياسية – قضائية في اليوم الأول من عطلة نهاية الاسبوع، المواقف تواصلت، وإن بوتيرة أخف، فالعاصفة التي فجرتها قرارات القاضي فادي صوان لن تهدأ قريبا، وهي ستولد عواصف أخرى.
في لبنان، إجمالا، العاصفة لا تهب مرة واحدة بل مرتين، وأحيانا أكثر، أبرز المواقف اليوم جاءت من المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الذي دخل على خط الدفاع عن رئيس الحكومة المستقيلة، فوصف الإدعاء عليه بالمغرض، معتبرا أنه يتجاوز كل الأعراف والقوانين، وينتهك حرمات دستورية.
في المقابل، أعلن “التيار الوطني الحر” أن استخدام الحماية الطائفية لوقف مسار التحقيق أمر خطير، كما إعتبر أن اللجوء الى التجييش المذهبي والطائفي للرد على الأخطاء والشوائب، يشكل إساءة لضحايا الانفجار.
فماذا بعد التصعيد الكلامي ذي البعد الطائفي؟، وكيف سيتصرف المدعى عليهم بدءا من الإثنين المقبل؟ ثم: هل سيتجاوب الرئيس دياب والوزراء المدعى عليهم ويقبلون الخضوع لمبدأ المساءلة والإستماع إليهم، أم سيرفضون متحججين بذرائع كثيرة؟ وفي هذه الحالة هل يتحمل رئيس الحكومة والوزراء الثلاثة، أن يصبحوا رمزا للتمرد على القانون وعدم الخضوع لقرارات القضاء؟، وعندها أين ستصبح دولة القانون والمؤسسات؟.
حكوميا، الإشتباك القضائي عقد مسار التشكيل أكثر، علما أن رئيس الجمهورية ينتظر رد رئيس الحكومة على اقتراحاته، فيما رئيس الحكومة المكلف ينتظر رد رئيس الجمهورية على تشكيلته، وفي معمعة الإنتظارين ضاعت الحكومة العتيدة، ورحل تشكيلها الى العام 2021.
التجاذب الداخلي ليس كل شيء، بل هو الجزء المحلي من الصورة الكاملة، خارجيا الأمور أصعب وكلمة السر الاميركية معلنة: لا حكومة مع حزب الله، وهو ما يجعل رئيس الحكومة المكلف في مأزق، وخصوصا في ضوء التعهدات والوعود التي أعطاها للثنائي الشيعي.
هكذا، فإن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي سيصل الى لبنان بعد عشرة أيام تماما، سيجد الفراغ في انتظاره وسيصاب بخيبة أمل جديدة.
وفي ظل هذا الواقع، تؤكد معلومات ديبلوماسية أن ماكرون سيكتفي بزيارة القوات الفرنسية في الجنوب، ورئيس الجمهورية في بعبدا وسيلتقي منظمات المجتمع المدني، التي تهتم بإعادة إعمار بيروت، أي انه سيتجاهل السياسيين، في رسالة واضحة لتظهير نظرته السلبية إليهم. فهل يستبق أركان المنظومة الرسالة الفرنسية قبل أن تصل؟، الأرجح أن خلافاتهم ومماحكاتهم ومحاصصاتهم أقوى من كل رسالة، وأن فسادهم معشش في نفوسهم، وهم أولاد عاقون ومخربون بحيث يصعب إصلاحهم حتى على الأم الحنون!!.