معركتان متوازيتان تسيران معا: معركة قضائية – سياسية ومعركة سياسية – حكومية. ابطال المعركة الاولى القاضي فادي صوان ومعه السلطة القضائية، يقابلهما جزء من المنظومة السياسية الممثلة برئيس الحكومة المستقيل وثلاثة وزراء سابقين.
اللافت ان اركان المنظومة ، وهم ، مبدئيا ، من اركان الدولة ، يتصرفون بما لا يتلاءم وانتظام المؤسسات. حسان دياب وعلي حسن خليل وغازي زعيتر لم يمتثلوا للسلطة القضائية رافضين مقابلة المحقق العدلي ، في حين لا يزال موقف يوسف فنيانوس غير معروف وغير محدد . هذا الامر حمل القاضي صوان على تعيين مواعيد جديدة لدياب وخليل وزعيتر . فكيف سينتهي الكباش القضائي- السياسي؟ وهل في امكان اركان المنظومة الثلاثة ان يواصلوا خرق القوانين وعصيان قرارات السلطة القضائية؟ والاهم : الا يشعر هؤلاء بغليان الشارع وبأن الناس الذين تجمعوا اليوم امام قصر العدل لمناصرة صوان يريدون الحقيقة مهما كان الثمن؟
بطلا المعركة الثانية : رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف. الوزير سليم جريصاتي اشعل الشرارة برسالة مفتوحة وجهها الى الرئيس الحريري ، ما استدعى ردودا وردودا مضادة بين القصر الجمهوري وبيت الوسط .السجال المباشر بين المسؤولين2 المباشرين المعنيين بعملية التأليف يؤكد مرة جديدة ان العلاقة سيئة جدا بين الرجلين ، وان لا حكومة في المدى المنظور .
هكذا فان الرئيس الفرنسي الذي يزور لبنان بعد اسبوع سيصاب بخيبة امل جديدة من طبقة سياسية تمتهن التدمير الذاتي وتدمير الوطن في آن معا . انها طبقة لم يعد لديها ما تقدمه سوى الفشل والخراب والموت. وزير الخارجية الفرنسي شبه لبنان بسفينة التايتانيك من دون موسيقى . فهل نستفيق كشعب قبل ان نغرق جميعا في بدايات القرن الحادي والعشرين تماما كما غرقت التايتانيك في بدايات القرن العشرين ؟