الشاب جو بجاني رب العائلة الفتية ، ابن الكحالة ، الشاب المتزن الباسم الممتلىء حياة ، ماذا اختزنت كاميرته وهاتفه من صور ومعلومات حتى استحق القتل . و قبل الغوص في ما هو شأن المحققين ومن بعدهم القضاء ، سؤال صادم محرق: من هم هؤلاء الذين أجهزوا بلا تردد و بدم بارد وحرفية عالية على joe امام كاميرات المراقبة ولم ترف جفونهم، ومن أمرهم؟ وهل يمكن هاو عابر أو متحمس غاضب ان يقتل أبا أمام طفلته بواسطة مسدس كاتم للصوت ، وينسحب من مسرح الجريمة في طريق يعرفها جيدا، هي غير التي أتى منها ؟
طبعا لا. المنفذون محترفون ، وهم لا بد راقبوا وخططوا، وكان هناك من يؤازرهم قبل العملية وخلالها وصولا الى تأمين انسحابهم في وسيلة النقل الآمنة الى مكان آمن حيث ليس للدولة وجود.
وهذه الحرفية والتقنيات لا يمكن أن تمتلكها سوى منظمة إجرامية أو تنظيم مسلح له خبرة في عمليات القتل والاغتيال. والسؤال الصادم الآخر الذي يتعين على اللبنانيين أن يسألوا أنفسهم عنه في وضع اللادولة التي يعيشون على أرضها مع وقف التنفيذ: ماذا يحق لهم عدم معرفته أو جهله كي لا يستحقون القتل؟ . يكتسب هذا السؤال شرعيته ، واللبناني يرى رجال المنظومة الحاكمة منشغلين في كيفية إحباط القضاء وفكفكته لمنعه من كشف المسؤولين عن جريمة المرفأ، وقد أمطر هؤلاء السلطة ويمطرونها كل يوم بتحايلات مجملة بمفردات القانون لتعطيل المحقق العدلي فادي صوان تمهيدا لإزاحته، ومن ثم منع من سيأتي من بعده من إيصال التحقيق الى خواتيمه.
نبقى في سياق القانون، اعتبر المجلس النيابي أنه حقق إنجازا كبيرا بإقرار قانون رفع السرية المصرفية لسنة واحدة، بما يفتح الباب من دون عوائق أمام إنجاز التدقيق الجنائي. لكن هذا الانجاز يبقى من دون جدوى إن لم يتوج بتشكيل حكومة تشبهه فتتبناه وتذهب به الى النهاية. لكن المحبط، أن حكومة بهذه المواصفات هي الممنوعة، تحديدا وبالإسم، من رؤية النور، وقد تجندت من أجلها فرنسا واوروبا والمجتمع الدولي حتى أ حبطت، واستنفر البابا فرنسيس وصلى المسابح حتى يئس ، وتجند البطريرك الراعي لمهمة مستحيلة ، سبق أن فشل بمثلها البطريرك صفير .
لكن رغم الخيبات ، اللبنانيون المؤمنون ب PAPA NOEL وبروح العيد ، يصلون كي يثمر لقاء الرئيسين عون والحريري أكثر من كسر الجليد بينهما ، فـينتجان الحكومة الخلاصية المرتجاة.