اللقاء المفتوح المنتظر فانحصر في ساعة وخمس عشرة دقيقة . انها الملاحظة الاولى على اجتماع رئيس الحكومة المكلف برئيس الجمهورية . صحيح انها ملاحظة شكلية لكنها تعني الكثير . فالذين كانوا يأملون في إحداث خرق في الجدار الحكومي المسدود خاب املهم اليوم . لكنها ليست خيبة أمل كاملة بل … نصف خيبة .
مصادر قصر بعبدا اعتبرت اللقاء ايجابيا وميسرا. أما الحريري فاكد ان اللقاء ايجابي ، وانه سيكون لقاء جديد غدا ، وان اللقاءات بينه وبين الرئيس عون ستكون يومية للخروج بصيغة حكومية قبل الميلاد. لكن : هل تفاؤل الحريري في محله ام انه مبالغ فيه؟ وهل العقد الكثيرة والمتشابكة التي منعت تشكيل الحكومة منذ اربعة اشهر تقريبا يمكن تذلي في ثلاثة ايام؟ والاهم : على افتراض ان العقد المحلية او “الولدنات” على حد تعبير البطريرك الراعي قد زالت ، لكن ماذا عن العقد الاقليمية والتعقيدات الدولية ؟ على اي حال الميلاد قريب ، فلنأمل في ان نشهد في العيد ولادتين بدلا من ولادة واحدة.
أمنيا : جريمة الكحالة التي هزت لبنان لا تزال مصدر اهتمام . فثمة من يتخوف من ان يكون ما حصل حلقة في سلسلة عنوانها : اخفاء معالم جريمة المرفأ . فتصفية جوزف بجاني بالطريقة المافياوية المحترفة التي تمت فيها تطرح اكثر من تساؤل . علما ان معلومات متقاطعة أشارت الى ان بجاني كان من اوائل الذين وصلوا الى المرفأ بعد الانفجار ، وانه استفاد من الفوضى الموجودة قبل وصول الاجهزة ووضع يدها ليلتقط صورا عدة لمسرح الجريمة . وهي صور قد تكون على جانب كبير من الخطورة والاهمية وتساعد في كشف ملابسات مأساة الرابع من آب. وهذا ما يفسر تركيز القوى الامنية في تحقيقاتها على ما يحتويه الهاتف الخلوي والكومبيوتر المحمول والاوراق الموجودة في منزله. وما يزيد في الالتباس ان تصفية بجاني تأتي بعد ستة عشر يوما على قتل العقيد المتقاعد في الجمارك منير ابو رجيلي. كما ان جريمة الكحالة حصلت في وقت نجحت المنظومة الحاكمة في تعليق عمل المحقق العدلي فادي صوان عشرة ايام . فهل المنظومة الحاكمة متحالفة موضوعيا مع المافيا، ام هي على تقاطع مصالح ظرفي معها؟