المختصر في ما قاله الرئيس المكلف إثر لقائه رئيس الجمهورية، هو أن هناك “أكثر من واحد في لبنان أكبر من بلدو”، والإستعارة هي من الرئيس الشهيد رفيق الحريري .
نقول هذا لأن الرئيس المكلف وفي معرض حديثه المرمز الذي تحاشى فيه تسمية معرقلي تشكيل الحكومة بأسمائهم ، أكد صدق الكلام المأثور الذي قاله والده ذات أزمة .
إذ لا يعقل ، أن الدولة التي شعبها شعب الرابع من آب ، يحمل كفنه كجوزيف بجاني ويموت قتلا وجوعا ومرضا كل يوم. نعم لا يعقل ألا تستجيب المنظومة له وتشكل حكومة ، أي حكومة .
بربكم أليس هؤلاء الصغار بمصالحهم الصغيرة أكبر من بلدهم ؟ ، بلى هم كذلك، فمن لم يتمكن يوما من التراجع أمام مصلحة اللبنانيين، لن يتمكن يوما أن يتراجع وينحني أمام مصلحة لبنان.
أما المبرر المعيب لعدم التشكيل فهو فقدان الثقة بين أركان المنظومة، كما قال الحريري، وبيان بيت الوسط المسائي يدل على أكثر من ثقة مفقود، بل زجاج مكسور تكرارا يستحيل ترميمه ؟
أبعد من أزمة ثقة وأكثر من زجاج مكسور ، إنها أزمة أخلاق ظهرت جلية في الجدلية التي تعمد الرئيس المكلف سلوكها للتحفيز على التشكيل إذ قال : “مش صحيح أنو ما فينا نوقف الإنهيار، وكل ما يتطلبه النهوض هو تشكيل حكومة اختصاصيين غير حزبيين، لا يعملون لدى من اختاروهم” .
تفسير هذا ، أن هناك من يعرف ولا يريد ، وأن هناك مجموعة أشرار، باعوا أرواحهم للشياطين، لديهم كل التصميم على ترك الشعب يموت والدولة تندثر ، ما لم تتأمن مصالحهم . أكثر من ذلك ؟ عظيم .
لقد ذكر الرئيس الحريري نفسه والطبقة السياسية بأن عظمة لبنان تكمن في اللبنانيين ، ما يعني أيضا وأيضا أن لبنان دولة الموز صنعه صعاليك بهويات لبنانية ، بأهواء شخصانية بتبعيات خارج_ حدودية . وتنتظرون بعد هذه المضبطة المخجلة حكومة كعيدية ؟ مع تحفظنا عن كلمة عيدية.
وتسألون متى تولد؟ ربما العيدية تكون بأن يشكل الرئيس المكلف او يستقيل ، وأن يقلع عن زياراته المكوكية بين كوكبي بيت الوسط و بعبدا، احتراما لمشاعر الناس وعقولهم.
هذه الدعوة تصح و تقع في مكانها، بعدما تحدثت مصادر بيت الوسط مباشرة إثر لقاء عون -الحريري، عن أن مناخا سلبيا سرب من بعبدا عن نتائج الاجتماع الذي حصل اليوم قبل حصوله ، متحدثة عمن وصفتهم بوطاويط قصر بعبدا التي تحركت ليلا لتعكير الجو والاعداد لجولة جديدة من التعقيدات على جري عادتها منذ التكليف، وحذرت مصادر بيت الوسط من محاولة لفرض حكومة تتسلل اليها التوجهات الحزبية، لن يكتب لها النجاح مهما حاولوا الى ذلك سبيلا.