ميلاد مجيد رغم كل شي . ايها المخلص في عيدك، الشعب السالك في الظلمة لن يرى نورك، لقد حجبت المنظومة المتحكمة بلبنان عنه هذه النعمة الإلهية، تماما كما تحجب عنه نور الكهرباء وعذب الماء وطعم الغذاء وفوائد الدواء وكبر السيادة وغار العزة والكرامة. ايها الطفل الإلهي أنت تعرف بأن شعب لبنان التائه الجائع، سيحرم السنة ايضا رؤية نجمة الخلاص المتلألئة فوق مغارتك ومزودك، لأن الهيرودوسات اللبنانيين قطعوا الطريق على المجوس وحولوا هداياهم الى مغاراتهم حيث يكدسون رزق الشعب وعرق جبينه. وتأكيدا ايها الرب المتأنسن على أننا لا نبالغ ، فقد نطق ممثلك على الأرض البابا فرنسيس، وممثل ممثلك في لبنان البطريرك الراعي، بما ينطق به الشعب، فذكرا في كلمتين استثنائيتين، ببلاغتهما وصدقهما، أهل المنظومة بكل ما لا يمثلونه ، بدءا من تنكرهم لقيم لبنان الضارب أرزه في عمق التاريخ رسوخا و شموخا، وصولا الى استنكافهم عن القيام بأبسط واجباتهم تجاه دولتهم وشعبهم ومسؤولياتهم الوطنية، لكن على من تقرآن رسالتيكما يا فرنسيس وبشارة؟ وهل تعلمان أنكما ربما اغضبتما رئيس الجمهورية ودفعتمانه الى مقاطعة قداس الميلاد في بكركي؟ يا أب الكثلكة ويا رأس الطائفة المارونية، وأنتما لا تنطقان إلا بما يفيد كل التنوع اللبناني، مع هذه الطغمة لا ينفع الكرز والوعظ وجلسات الكهرباء لإيقاظ الضمير، فعلى أمثالهم رفع السيد المسيح الصوت وضرب بالسوط وقلب على رؤوسهم خانات الصرافة والعرافة وطاولات بيع الحمام ، وطردهم من الهيكل، وهو يصرخ فيهم : ” بيتي بيت للصلاة يدعى وقد جعلتموه مغارة للصوص “، وما الدولة غير هيكل مقدس لا تسند مسؤوليته إلا لكهنة مكرسين للخدمة العامة ورعاية الناس . مما تقدم يبدو واضحا ان مسار معظم اللبنانيين واصدقاء لبنان الكبار في العالم ، يسلك مسارا نقيضا للمسار الذي يسلكه أهل المنظومة . كيف لا وقد صم هؤلاء آذانهم عن صرخات الشعب المطالب بحكومة. أكثر من ذلك ، لاحظوا كيف تبدل خطابهم من منمق إيجابي مزين بضحكات صفراوية،الى خطاب ناري مخجل يستخدم فيه شتى أنواع الكلام السوقي والاتهامات بل الإخبارات. من هنا صار من الواضح أن لا حكومة، لا الآن ولا بعد بعد العيد ولا في مدى بعيد، والسلوى في انتظار ما بعد ترامب، ستكون في كيفية مصالحة كهنة هيكل الدولة المنهار.