IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الجمعة في 01/01/2021

للأسف، نحن بلد “غير شكل” عن كل دول العالم. فالعالم استقبل السنة 2021 بفن ورقي وتحضر، أما نحن فاستقبلناه بهمجية ووحشية.

في باريس ولندن ونيويورك ودبي، نورت الألعاب النارية الشوارع والساحات، وزينت الأضواء الباهرة ناطحات السحاب والأبراج. أما في مناطق لبنانية محددة وفي أحياء معينة من بيروت فلعلع الرصاص، ليثبت مرة جديدة أننا نعيش في غابة لا في دولة. الرصاص الطائش لم يوفر مطار رفيق الحريري الدولي، فكانت العيدية إصابة ثلاث طائرات للميدل إيست، كما تسبب الرصاص الطائش في طرابلس بوفاة لاجئة سورية. فما هذا الإستلشاق بحياة الناس وبالممتلكات؟، وما هذا الاستهتار بالقوانين والأنظمة المرعية الاجراء؟، وهل بالتخريب والقتل نحتفل بانقضاء عام وبداية عام آخر؟.

على أي حال، الإستهتار لا يقتصر على يوم واحد في لبنان، بل هو إسلوب حياتنا كل يوم. وإلا كيف نفسر الإنتشار المتصاعد للكورونا بهذا الشكل المخيف والمروع؟، فبين سلطة لا تجروء على اتخاذ قرارات رادعة حاسمة، وبين شعب لا يريد أن يحترس ويحترز، صار الوضع الصحي والإستشفائي عندنا مأسويا. فماذا تنتظر السلطات المعنية لتتخذ قرارا بالإقفال الجدي والكامل؟، إن سياسة الترقيع لم تعد تنفع، وإن تمديد التعبئة العامة الصورية تحول مهزلة، فهل من يتحرك جديا وعمليا قبل فوات الأوان؟.

سياسيا:المنظومة الحاكمة لا تزال تعيش حال إنكار وانفصام عن الواقع. البلد يغرق يوما بعد يوم، والمسؤولون عندنا لا يريدون او لا يعرفون كيف يتفقون على تشكيل الحكومة، الانهيار الكبير يقترب، وأركان المنظومة ما زالوا يبحثون بين الركام والخراب عن امتيازات ومكاسب.البلد على شفير الإفلاس النهائي، وفرسان الجمهورية يبحثون كيف يعززون صفقاتهم وتركيباتهم وسرقاتهم، وكيف يحمون فسادهم. فعلا نحن في مأزق.

كل العالم يريد أن يساعدنا ونحن نرفض ان نساعد أنفسنا. ماكرون لا يزال مصرا على مبادرته التي تحظى بغطاء أوروبي وبقبة باط أميركية.الفاتيكان ينسق مع بكركي ومع المجتمع الدولي لإخراج لبنان من أزمته.الصندوق الدولي يناشد المسؤولين أن يشكلوا حكومة ليتمكن من مد يد العون قبل فوات الاوان. لكن لا حياة ولا حياء لمن تنادي.

لقد أثبت حكامنا أنهم يريدون لنا دولة فاشلة، فهل هذا ما نريده لأنفسنا؟، إنه السؤال الجوهري الذي يجب أن نجيب عنه في السنة التي بدأت اليوم، وإلا فإن دولة لبنان الكبير التي بدأنا بناءها قبل مئة عام، ستنهار نهائيا على رؤوسنا جميعا… وعندها لا ينفع الندم!.