لماذا نشعر دائما اننا متأخرون وفاشلون في كل الامور تقريبا؟ في السياسة خربنا الدولة وشلعنا الوطن وشرعنا الكيان على كل مصالح الارض . في الاقتصاد أفلسنا أو نحن على شفير الافلاس .
في البعد الاستراتيجي ضعنا وضيعنا العالم بنظريات غريبة عجيبة وبثلاثية لا يصدقها أحد. كل هذا صار مفهوما ومسلما به من الجميع. لكن ان يصل الفشل الى الصحة والكورونا ايضا فأمر غير مفهوم وغير مقبول . فنحن ومنذ ثلاثة اشهر تقريبا نتبجح ونعلن بالفم الملأن اننا انجزنا الاتفاق مع شركة “فايزر” وان اللقاحات ستصل في بدايات شهر شباط المقبل.
فجأة قرأنا اليوم ان رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الاعمال وافقا على توقيع العقد مع شركة فايزر لشراء اللقاحات ضد كورونا. الخبر يعني ان العقد لم يوقع بعد مع فايزر. فلم التأخير؟ وما سبب المماطلة؟
الا يدرك القائمون على الوضع الصحي عندنا ان دولا كثيرة بدأت التلقيح منذ مدة، وان دولا عدة تكاد تنتهي من تلقيح شعبها بأكمله قريبا؟ حقا انه الفشل بعينه، وهو يشبه الى حد بعيد فشل الدولة والحكومة في تطبيق قرارات الاقفال العام ما جعل جائحة كورونا تجتاح مجتمعنا بشكل جنوني، وما جعلنا جميعا ضحايا محتملين لوباء لا يهمل ولا يمهل.
هكذا صرنا جميعا ” نومينيه” على لائحة كورونا، بل صرنا كعشرة عبيد زغار في رواية اغاتي كريستي ننتظر دورنا للاصابة بالوباء من دون ان نملك سلاح دفاع و لقاحا نقاوم به اصابتنا المحتملة
وتدبير الاغلاق العام قد لا يكون أفضل حالا من حجز اللقاح.
فبعد انتظار طويل تبين ان الاغلاق الذي يبدأ الخميس المقبل يتضمن استثناءات كثيرة، اي انه لن يكون عاما كما قيل وكما كان متوقعا. فلم توسيع دائرة الاستثناءات الى هذا الحد ؟ الا يدرك القيمون على الشأن الصحي ان دولا كثيرة فرضت اغلاقا شاملا بلا استثناءات كبيرة بعد انتشار المرض كما انتشر في لبنان ؟ ام ثمة من يراهن بعد على وعي المواطنين وتحملهم المسؤولية، وهي نظرية سقطت نهائيا في فترة الاعياد ؟
على اي حال، الحجر الصحي الذي يبدأ الخميس يواكبه حجر للتشكيلة الحكومية المنتظرة. فالمسعى البطريركي ينتظر عودة رئيس الحكومة المكلف من سفره. والمبادرة الفرنسية معلقة في انتظار تبدل ما على الساحة السياسية وهو تبدل يصعب حصوله قبل تسلم جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة الاميركية.
اقليميا، خطوة خليجية ايجابية تحققت، عبر قمة عقدها قادة مجلس التعاون الخليجي في المملكة العربية السعودية شهدت عودة قطر الى محيطها الطبيعي وتحقق المصالحة بينها وبين السعودية.
واللافت ان البيان النهائي للقمة شدد على قوة مجلس التعاون وتماسكه وعلى وحدة الصف بين اعضائه. فهل نحن امام مرحلة جديدة خليجيا تعيد خلط الاوراق في المنطقة؟