في الكورونا: مبروكان لا مبروك واحدة للبنان. المبروك الأولى سلبية، وسلبيتها مضحكة مبكية في آن واحد. فلبنان وفق دراسة للجامعة الأميركية في بيروت يتصدر ومنذ نهاية الأعياد عدد الإصابات في العالم العربي، وهو سجل الرقم الأعلى عربيا لكل مليون نسمة. وكتأكيد لهذا الأمر حذرت السعودية رعاياها من السفر إلى اثنتي عشرة دولة، لبنان على رأس القائمة بينها. في المقابل مبروك إيجابية. فلجنة الصحة النيابية أنجزت مسودة القانون للقاح الطارىء كما كان مقررا، وسيجتمع مجلس النواب بعد غد الجمعة لإقراره. إذا، مجلس النواب قام بواجبه بالسرعة المطلوبة عندما أدت السلطة التنفيذية واجبها، وعندما أصبحت الكرة في ملعبه . فما سبب تأخر الحكومة ؟ ولماذا كثرة التصريحات وقلة الإجراءات عند وزراء حكومة تصريف الأعمال ؟ لكن، هل كانت هذه الحكومة يوما أكثر من حكومة تصريف أعمال منذ تشكيلها وحتى اليوم؟
على اي حال، شبه الحكومة أمام امتحان جديد- قديم. فاعتبارا من فجر الخميس سيطبق الاقفال الشامل على مدى عشرة ايام. ولأن القرار أتى متأخرا ومتأخرا جدا، فانه من الضروري ان ينفذ بجد وصرامة. كما من الضروري ان تقوم القوى الامنية بواجباتها، وان تواجه المخالفين بقوة وتفرض غرامات قاسية عليهم حتى لا يتحول القرار الحكومي حبرا على ورق، كما حصل في المرات السابقة. فهل تكون حكومة حسان دياب على مستوى المرحلة، كورونيا على الاقل؟ ومع الاقفال الشامل للبلد، اقفال تام في السياسة واستحالة لاحداث خرق في جدار تشكيل الحكومة. فالامور الى مزيد من التأزم .
ومعلومات ال “أم تي في” تشير الى ان المعركة المفتوحة بين فريقي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف قد انتقلت الى مستوى آخر. فهي لم تعد تدور حول تشكيل الحكومة او لا . بل اضحى هدف فريق رئيس الجمهورية احراج الحريري لاخراجه وحمله على الاعتذار عن عدم تشكيل الحكومة. في المقابل يجمع فريق رئيس الحكومة اوراقه وحلفاءه لتكوين جبهة سياسية ضد العهد، قد يكون من اهدافها المطالبة باستقالة الرئيس قبل الموعد الدستوري. فهل وقعنا في المحظور، و بتنا أمام معركة كسر عضم نعرف كيف بدأت لكن لا يمكننا ان نقدر كيف تنتهي؟ الاجابة للتطورات المقبلة، فلنترقب.