Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الخميس في 14/01/2020

لبنان في سباق قاس ومصيري بين انتشار الكورونا وبين التدابير الهادفة إلى الحد منه. كل المعطيات تشير إلى أن الوضع الصحي والإستشفائي سيكون صعبا بل شبه كارثي في الأسبوعين المقبلين، والارقام الصادمة اليوم خير دليل على ذلك. اسباب الوضع المؤسف معروفة، وتتفاوت بين تراخي الدولة وعدم جديتها في مواجهة الجائحة واستلشاق المواطنين لا سيما في فترة الأعياد. أضف إلى ذلك انطلاق الموجة الثانية للكورونا، بحيث إن أكثر من سلالة للفيروس الخبيث تغزو لبنان في هذه الفترة، كما يؤكد خبراء. إنه الجانب الأسود من الواقع.

في المقابل المعالجة الجادة بدأت. فلبنان دخل مرحلة الحجر القسري التام، ومستوى الإلتزام به كان مفاجئا، بالمعنى الإيجابي لكلمة مفاجأة ! إذ سجل التزام كبير في معظم المناطق اللبنانية بقرار الإقفال. والمفاجىء أكثر أن المخيمات الفلسطينية إلتزمت أيضا الإقفال بضغط من الفصائل. ثغرتان سجلتا: منصة الأذونات لم تعمل قبل الظهر ما تسبب في فوضى كبيرة ، وحركة السيارات التي بدت كثيفة أحيانا. مع ذلك، للمرة الأولى منذ الربيع الفائت اللبنانيون التزموا. لكن المعركة ليست معركة يوم فحسب، بل هي حرب مفتوحة. من هنا المطلوب المثابرة في الأيام العشرة المقبلة على الأقل. فالفيروس القاتل يفتك بالناس، والمستشفيات فقدت قدرتها على الإستيعاب. التحدي كبير، فإما أن ننجح فيه ونحد ما أمكن من الخسائر، وإما أن نواصل المكابرة وعدم الإلتزام، فنصل إلى كارثة محققة وإلى مصير أسود. فهل نكون على قدر التحدي المفروض علينا هذه المرة ؟

وكما في الصحة كذلك في السياسة. الحكومة المنتظرة مقفل عليها وفي الحجر القسري حتى إشعار آخر. وحده رئيس الحكومة المكلف لا يلتزم مبدأ الحجر، إذ يواصل زيارته الى الامارات العربية المتحدة. وفي المعلومات ان الحريري ينوي استكمال زيارته الامارات بجولة تشمل مصر وفرنسا مع امكان زيارة دولة خليجية كبرى. الجولة الحريرية اللافتة في توقيتها لها بعد محلي واضح . فالدول المعنية تريد ان تبعث برسالة سياسية الى خصوم الحريري فحواها انه خط أحمر، وانه جزء من المعادلة الاقليمية الجديدة التي أرستها المصالحة الخليجية الاخيرة . فهل الرسالة الاقليمية – الفرنسية المشتركة تسهل ولادة الحكومة المنتظرة أم تعقدها؟ حتى الان الاحتمال الثاني هو المرجح، اذ لا أفق حل للمأزق الحكومي. كما ان من يراهن على تحولات في سياسة بايدن تنعكس على لبنان عليه ان ينتظر طويلا، لأن لبنان في آخر قائمة اهتمامات الادارة الاميركية الجديدة.

وفي اميركا خسر ترامب معركته في مجلس النواب، الذي اقر تشريعا ينص على مساءلته بتهمة التحريض على التمرد. والسؤال الكبير الان: ماذا سيفعل مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون؟ هل يسير في خيار مجلس النواب ويقبل بمحاكمة ترامب، ام يشكل حاجزا أمام مساءلة الرئيس الاميركي المنتهية ولايته بعد ستة ايام ؟ الديمقراطية الاكبر في العالم أمام امتحان جديد. فهل تنجح فيها ام تفشل؟