إنه يوم جديد في تاريخ أميركا. وفي اليوم الجديد طويت صفحة دونالد ترامب وفتحت صفحة جو بايدن. ترامب الذي لم يعترف بالخسارة ولم يهنىء خلفه ولم يحضر مراسم التنصيب، لم يستسلم حتى اللحظات الأخيرة من وجوده في البيت الابيض، فأكد وهو يغادره أنه سيعود مجددا إليه بطريقة أو بأخرى! أما بايدن الذي تسلم مشعل القيادة وحلف اليمين من دون وجود سلفه، فبدا مستعجلا جدا لإزالة إرث ترامب وتركته غير التقليدية.
لذا سيدشن عهده بسبعة عشر قرارا لإلغاء تدابير مثيرة للجدل إتخذها سلفه.
ورغم كل مشاغبات ترامب وتصرفاته غير المضبوطة فإن ما حصل في أميركا منذ الإنتخابات إلى اليوم هو انتصار للديمقراطية.
فكل ديمقراطية في العالم يمكن أن تهتز أحيانا وتتعرض للإمتحان، وكل امتحان لا يؤدي إلى سقوطها يصب في مصلحتها، وهو تماما واقع الحال أميركيا.
ففي النتيجة أصوات الأوراق في صندوق الإقتراع كانت أقوى من كل أصوات الشغب، والكلمة الأخيرة كانت للنظام والدستور لا للفوضى وشريعة الغاب.
في لبنان الأمر مختلف، فشريعة الغاب هي السائدة بدءا من بوابته الأساسية: المطار.
ففي المطار صراع سائقي تاكسيات، وهو صراع جديد – قديم خلفيته ليست بعيدة من السياسة ، وتتعلق بقوى تريد أن تكون الآمرة الناهية في مطار رفيق الحريري الدولي.
هكذا تحول مدخل المطار ساحة صراخ وسباب وتضارب من العيار الثقيل.
فهل بهذا الأسلوب الحضاري المميز نستقبل الوافدين بل الفدائيين الذين لا يزالون يصرون على زيارة لبنان؟.
في السياسة شريعة الغاب أقسى وألعن، لأننا نعيش فيها بين اعتذارين مستحيلين.
فرئيس الجمهورية لن يعتذر من رئيس الحكومة على ما قاله بحقه، أما رئيس الحكومة المكلف فلن يعتذرعن عدم تشكيل الحكومة لإعتبارات كبيرة. وبين اللاعتذارين لا حكومة.
فهل يعتذر المسؤولون اللبنانيون من الشعب لأنهم يقتلونه كل يوم، حينا بسرقة ودائعه وتارة بتفجير المرفأ، طورا بالكورونا ودائما بمنع تشكيل حكومة؟ جو بايدن قال اليوم: أميركا أولا، فمتى نسمع عبارة: لبنان أولا، من المسؤولين عندنا.