Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”MTV” المسائية ليوم الأحد في 24/01/2021

في السياسة كما في الصحة: لبنان في غرفة الإنعاش ويعيش على الأوكسيجين، وحتى على التنفس الإصطناعي!، السبب الأساسي لما يحصل: مكابرة أهل السلطة وإنكارهم الواقع وانفصالهم عنه.

بدأت المكابرة في 17 تشرين الأول 2019، مع رفض أهل السلطة الإعتراف بالإنتفاضة وعدم شعورهم بقرف الناس منهم ومن ممارساتهم. وعندما هدأت الإنتفاضة نسبيا نتيجة عوامل عدة، عاد الحكام والمسؤولون إلى عاداتهم القديمة: مناكفات وصراعات وخلافات، وكلها طبعا على الحصص لا على البرامج المستقبلية والتطلعات.

نعم، لبنان بلد مريض، بل ينازع. السبب الحقيقي لمرضه الخطر العضال: مسؤولون يرفضون أو عاجزون عن تحمل مسؤولياتهم. فممارساتهم بحقنا كممارسات رجال العصابات والمافيات. أما ممارساتهم بين بعضهم بعضا فكممارسات الأولاد الأشقياء. إذ هل من يصدق أن بلدا ينازع تتوقف الأمور عنده على زيارة يقوم بها أو لا يقوم بها رئيس حكومة مكلف إلى القصر الجمهوري؟، ترى، ما المطلوب ليشعر رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف بمسوؤلية حقيقية وعميقة تجاه بلدهما وتجاه شعبهما؟، ما المطلوب ليتنازلا تجاه بعضهما البعض، فيتم اللقاء التاريخي المنتظر؟.

طبعا نحن لا نتوقع من اللقاء أن يؤدي إلى حل المشاكل المستعصية سياسيا وحكوميا، ولا إلى ولادة الحكومة، لكنه على الأقل يظهر حسن نيتهما تجاه الشعب وتجاه التاريخ. إذ هل معقول أن شعبا يعاني، يمرض، يفقر، يجوع ويموت، فيما المسؤولان عنه يرفضان أن يجتمعا، ويعقدان إراديا تشكيل الحكومة؟.

إنها جريمة موصوفة بحق لبنان واللبنانيين. فهل في مقدور الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري أن يتحملا مسؤولية هذه الجريمة؟. بل “ألا يخاف المسؤولون محكمة الضمير والتاريخ”، كما قال البطريرك الراعي في عظته اليوم؟.

صحيا، عشرة أيام من الإقفال التام وكورونا لا يزال يحصد الألوف، إن بالإصابة أو بالموت. وفي اليومين المقبلين تعلن وزارة الصحة إطلاق المنصة التي تتيح للبنانيين التسجيل لتلقي اللقاح. فهل يكون التوزيع عادلا ومنطقيا ومنهجيا ومدروسا، أم يستكمل حال الفوضى التي تعاطينا بها مع الجائحة في الفترة الأخيرة على الاقل؟.

السلطة أمام اختبار جديد … فلنأمل ألا تكون النتيجة كنتيجة الإختبارات السابقة كلها، لأننا لم نعد نتحمل أن نبقى شعبا مرصودا للتجارب والإختبارات!.