IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الاثنين في 25/01/2021

بقدر ما ثمة من سعاة خير يعملون بجهد حثيث، في السر والعلن وفي عظات الأحد، لإصلاح ما أفسدته الأنانيات والعنجهيات بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف تسريعا لتشكيل حكومة المهمة، بقدر ما هنالك في السر والعلن وفي الصحف الممانعة، من يعمل بجهد كبير على توسيع شقة الخلاف بين المرجعيتين المعنيتين بالتشكيل، وبين طائفتيهما إن لزم الأمر.

الغاية من الجهد المضاد هو تحنيط لبنان في الواقع المريض الذي هو فيه في انتظار الحلول التي بدأ الإعداد لها إقليميا ودوليا، والتي قد يمر أحسنها مثل السيل تحت دولتنا فلا تستفيد منه بشيء، أو يصطدم بأساساتها الهشة المتداعية فيجرفها.

امام هذا الواقع يؤكد الخبراء في الوضع اللبناني أنه، ومثلما يحتاج لبنان الى اللقاح والدواء والغذاء من الخارج لتحصين شعبه ومداواته وسد جوعه، بات يحتاج الآن الى علاج سياسي خارجي لعلله.

بمعنى أدق، على الخارج بمسعى فاتيكاني – فرنسي – أميركي – عربي كمؤتمر الطائف، مدعوم بائتلاف دولي إنمائي – مالي – اقتصادي كباريس واحد واثنين، على هذا الخارج ان يجمع اللبنانيين ويفرض عليهم حلا، لا يلزم تنفيذه لسوريا كالطائف، أو يجير أو يثبت لإيران مثلما تحاول بعض الجهات طبخه اليوم.

كل هذا لأن باب التفاوض بين واشنطن وطهران بدأ يفتح ولو بحذر مع ما يستتبعه الأمر من مخاطر حقيقية على لبنان، ولأن الرهان على صحوة ذاتية لبنانية إنقاذية خلاصية صار أشبه بحلم إبليس بالجنة.

في الانتظار، تسعى الحكومة ولو متأخرة، مدفوعة بهول كارثة الكورونا وبإلحاح المرجعيات الصحية و الطبية، الى تصحيح الأداء في ما يخص عملية استيراد اللقاحات، وتنظيم الطاقم البشري و المنصة الرسمية المتخصصة التي ستتولى التوزيع العلمي والعادل للقاحات وتأمين الشروط المثلى لعمليات التلقيح، وقد سهلت الحكومة للقطاع الخاص استيراد اللقاحات وشجعت المتبرعين من المقتدرين على استيراده وتقديمه للمحتاجين، ولو سعى بعضهم الى استغلال الأمر لتحقيق مكاسب سياسية، ولسان حالها: “خود منو اللقاح عالحساب وصوت لغيرو، هيك هيك انتخابات الهيئة ما في”. في اي حال، الأمور مرهونة بجدية التنفيذ، والخوف مبرر لأن التجارب السيئة مع السلطة قد كوتنا واوصلتنا الى المصيبة السوداء التي نحن فيها.