IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”MTV” المسائية ليوم الأربعاء في 2021/01/27

عنوان المرحلة: الإنتظار، وهو انتظار يتعلق بالوضع السياسي بقدر ما يطال الشأن الصحي. في السياسة: الترقب سيد الموقف. ومع الترقب سؤال كبير يطرح: كيف ستتعامل الإدارة الأميركية الجديدة مع أزمات المنطقة، وخصوصا الملف الإيراني؟ بالتالي كيف ستنعكس السياسة الأميركية الجديدة على الواقع اللبناني المأزوم والمتفجر؟ حتى الآن لا جواب حاسما عن السؤالين. لكن من الواضح أن الإدارة الأميركية الجديدة تتلمس ببطء وحذر شديدين معالم سياستها الشرق أوسطية، وهي غير مستعجلة بتاتا لمقاربة الملف الإيراني بتعقيداته اللامتناهية. أكثر من ذلك: إدارة بايدن ترسل إشارات قوة إلى إيران لحملها على تليين مواقفها قبل الدخول في مفاوضات فوق الطاولة. وهذا ما يفسر عودة القاذفات الأميركية ب-52 إلى التحليق فوق الخليج العربي في رسالة فجة ومباشرة إلى إيران هدفها التأكيد أن اميركا لا تزال ملتزمة أمن شركائها في المنطقة. أميركا غير المستعجلة أربكت فرنسا ومبادرتها. صحيح أن ثمة اهتماما أميركيا – فرنسيا مشتركا بلبنان وقضاياه، وهو ما تظهر في اتصال ماكرون- بايدن، لكن التركيز الفرنسي معجل، في حين أن الإهتمام الأميركي مؤجل. وبين المعجل والمؤجل لا حكومة في لبنان في الأفق القريب. فالإشتباك السياسي بين فريق العهد وفريق رئيس الحكومة المكلف يأخذ مداه ويتطور ويشتد. فالمسألة لم تعد تتعلق بشكل الحكومة وتركيبتها بل بمرحلة ما بعد انتهاء العهد وبالتوازنات السياسية القائمة ما بعد تشرين الاول 2022. من هنا ليس بمستغرب أن تتواصل الضغوط على الأرض، وأن تتوسع رقعة الفوضى في المناطق. فالفوضى الأمنية تشكل تتمة طبيعية للعقد السياسية، وللخنقة الإجتماعية وللأزمة الإقتصادية وللمشكلة المالية. ففي طرابلس وبعض المناطق الأخرى، المواجهات تستعاد يوميا بين المتظاهرين والقوى الامنية، وهو مسلسل لا يبدو أنه سينتهي قريبا مع وجود احتقان شارعي كبير. فالناس متعبة أصلا, وقد زاد الحجر الصحي بسبب كورونا من تعبها. والأنكى أن الحكومة المتأخرة أصلا في موضوع اللقاح تطلق غدا خطة التلقيح، في وقت تأكد أن اللقاحات لن تصل قبل منتصف شهر شباط المقبل. فكيف للبنان الذي يتقدم على صعيد الإصابات والوفيات أن يتأخر إلى هذا الحد على صعيد البدء بالتلقيح؟ واليوم ضرب عداد الوفيات رقما قياسيا بلغ 76 شخصا. اذا: اللقاحات تتأخر، الموت ينتشر والناس تنتظر! إنها معادلة حكام آخر زمان، فحرام على اللبنانيين وحرام على لبنان!!