Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم السبت في 2021/01/30

هدأت أمنيا، فاشتعلت سياسيا. الهدوء الحذر ميز ليل طرابلس ونهارها، كأن العاصمة الثانية للبنان تعيش سكون ما بعد العاصفة، فهل العاصفة التي هبت طوال اسبوع وتحولت زوبعة ليل الخميس هي العاصفة الاخيرة، أم أن العاصفة تهب دائما مرتين؟.

حتى الان النار تحت الرماد، وثمة خشية من تجدد الفوضى، وخصوصا إذا لم يتابع المسؤولون الوضع بدقة لمعرفة ما حصل، وإذا لم يتم تحديد المسؤوليات والإقتصاص كما يجب، من المسببين والفاعلين والمشاركين والمحرضين. فهل تضرب الدولة والأجهزة الأمنية بيد من حديد ولو لمرة واحدة، أم أن التسيب سيظل سيد الموقف، ما ينذر بأحداث أخرى ويشكل مقدمة لحوادث جديدة تحصل؟.

الجواب عند الأجهزة الأمنية الرسمية، وعليه أن يأتي سريعا. ففي حال لم تحصل تطورات في التحقيق في اليومين المقبلين، فهذا يعني أن الملف دخل كالعادة دائرة التمييع واللفلفة.

سياسيا: النيران التي أشعلها أمس سجال رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف استمر لهيبها اليوم. “التيار الوطني الحر” دعا الحريري الى “التوجه فورا الى بعبدا ليقوم بما عليه على صعيد تشكيل الحكومة”، في المقابل هاجم “تيار المستقبل” العهد، معتبرا “أنه العهد القوي بالتعطيل”.

السجال المذكور، على أهميته، لم يحجب سجالا جديدا قديما وهو أكثر أهمية، لارتباطه بالتوازنات الطائفية والمذهبية في لبنان. فرئيس “الحزب الديمقراطي اللبناني” النائب طلال ارسلان انتقد إصرار الرئيس الحريري على تشكيل حكومة من 18 وزيرا، ما يجعل التمثيل الدرزي مقتصرا على وزير واحد. وقد لاقاه في موقفه “رئيس حزب التوحيد العربي” وئام وهاب.

العقد إذا تزداد بدلا من أن تنقص، علما أن عقدة اليوم خطرة وحساسة، وتؤشر الى وجود قرار عند قوى الثامن من آذار لزيادة مهمة الرئيس الحريري صعوبة. كما أن كل التطورات الحكومية تنبىء أن العهد اتخذ قرارا لا رجوع عنه، وهو لن يقبل بحكومة لا يملك فيها الثلث المعطل، وذلك تأمينا لسيطرته على الحكم في حال حصول فراغ رئاسي بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون. فكيف سيتصرف الرئيس الحريري لمواجهة الواقع الجديد – القديم؟.

الواضح أن المعادلة المحلية وصلت الى الطريق المسدود، ولا أفق حل في المدى المنظور. فهل يأتي الإنقاذ من فرنسا، وتحديدا من رئيسها ماكرون الذي اتصل اليوم بالرئيس عون، مؤكدا “الرغبة في المساعدة لا سيما في ما يتعلق بالملف الحكومي؟”، في ظل الكلام الكثير، الفعل هو المهم، فلننتظر.