IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الأحد في 2021/01/31

لم تنجح المنظومة في حرف الأنظار عن الكوارث والجرائم التي ترتكبها، بحصر المشكلة في طرابلس وتصويرها على أنها فجوة البركان وعين العاصفة. تخطىء المنظومة إن اعتقدت أنها بشرشفها الممزق الملوث بدم شعبها وغبار خراب الدولة، يمكن أن تغطي السموات بالقبوات.

لا، كل لبنان هو طرابلس تضامنا، وكل لبنان هو طرابلس فقرا وقلة وجوعا ومرضا، فقد فشلت الطبقة المتحكمة في تعميم الإنماء المتوازن واللامركزية الموسعة، لكنها نجحت نجاحا منقطع النظير في تعميم الخراب على مساحة الجمهورية التعيسة.

نعم، ما حصل في طرابلس مرئي بوضوح من بيروت الشهيدة، ومن النبطية وصور وزحلة وبعلبك والجديدة وبكفيا وجونية وجبيل والبترون وبشري وعكار. والمشهد اللبناني الكارثي الأشبه بالمرفأ بعد الرابع من آب، مرئي أيضا أكثر وأوضح من العالم أجمع.

وما هو معيب في هذا المشهد، أن المرتكبين معروفون بالعناوين والأسماء وبالجرائم التي ارتكبوها. وما هو مخجل هو إصرارهم على الإنكار والتجبر ومواصلة المسار الجرمي، لا يهزهم موت ولا يصحيهم ضمير. لا كوبيتش أيقظهم، ولا البطريرك الراعي فرملهم، ولا الرئيس الفرنسي حرك الحياء في عروقهم. لا حكومة لا إصلاح لا شفافية ولا تبدل في النهج…

لقد راهنوا على رحيل ترامب، وهم يراهنون على بايدن، إيراني ينطق بالفارسية، وعلى استيعاب الرئيس ماكرون وتسخيره أو تفشيله. ومشروعهم يقوم على تمديد الحالة الشاذة من خلال تشويه الإستحقاقات الدستورية وتعليقها وتطويعها تمديدا لسلطتهم وتسلطهم، ولو جاع الشعب ومرض ومات وانهارت الدولة.

وسط السواد والعواصف التي تضرب الوطن، هوت السنديانة المتنية العتيقة، لقد رحل ميشال المر، أحد آخر رجال الدولة المخضرمين، ميشال المر الذي لم ينحن أمام التحديات ولم تغره المناصب، وظل البتغريني المتواضع الجاهز دائما لخدمة الناس، الحاضن لشعبه في الملمات والشدائد، انحنى أمام السنين والمرض والحزن على ما حل بلبنان، وانتقل بصمت الكبار الى مطارح الذاكرة الجميلة حيث يسكن أمثاله.

الـmtv إدارة وموظفين، تتقدم من عائلة المر ومن البتغرينيين والمتنيين واللبنانيين بأحر التعازي، والدعاء بأن يسكنه الله فسيح جناته.