IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الاثنين في 2021/02/01

كلما انتهت معركة سياسية بدأت معركة سياسة أخرى. عبارة تختصر الواقع الحكومي بفصوله المختلفة.

رئيس مجلس النواب نبيه بري هو من بادر بفتح المعركة اليوم، فأعلن في بيان، ان العائق امام تشكيل الحكومة ليس من الخارج بل من عندياتنا، كما وأكد انه لا يجوز لأحد على الاطلاق الحصول على الثلث المعطل.

البيان الذي صدر باسم الرئيس بري شخصيا، وهو نادرا ما يحصل، استثار دوائر قصر بعبدا التي ردت ببيان مفصل، نفت فيه نفيا مطلقا ان يكون الرئيس عون طالب بالثلث المعطل.

وجدد البيان في المقابل حرص رئيس الجمهورية على ممارسة حقه بتسمية وزراء في الحكومة من ذوي الاختصاص والكفاية.

السجال بين بعبدا وعين التينة ماذا يعني؟

في القراءة السياسية نحن أمام حقيقة واحتمال.

الحقيقة ان بري دخل على خط تأييد حليفه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري علانية وبأسلوب مباشر، وسجال اليوم يشكل استكمالا لسجال الاسبوع الفائت بين بعبدا وبيت الوسط.

اما الاحتمال فهو ان يكون ما قاله بري رسالة غير مشفرة من حزب الله، فحواها دعوة رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر الى التخلي عن فكرة نيل الثلث المعطل.

يتقاطع التحليل المذكور مع معلومات أكدت ان حزب الله دخل مجددا على خط تذليل العقد المانعة تشكيل الحكومة، وانه اوحى لحليفه البرتقالي الا داعي لأن يمسك لوحده بالثلث المعطل، لأنهما يشكلان جبهة سياسية واحدة متراصة.

ميدانيا، الدولة غير القوية الا على شعبها المجروح والمتألم، مارست نوعا جديدا من انواع الظلم والجبروت. اعتمدت القوة مع اهالي شهداء مرفأ بيروت، مانعة اياهم من ايصال صرختهم الى المحقق العدلي القاضي صوان.

فلماذا تتعاطى قوى السلطة بروح الاستقواء مع شعبها؟ وهل نحن امام سلطة أم امام تسلط؟ ومن ثم، هل كثير على من فقد أبا او اخا او زوجا او حبيبا ان يرفع الصوت ليعرف اين وصلت التحقيقات؟ وهل صار ممنوعا على اهالي الضحايا ان يطالبوا بمحاسبة الرؤوس الكبيرة المسؤولة اولا واخيرا عن مجزرة المرفأ؟.

ايها المسؤولون، انكم بعد الرابع من آب تقتلون شعبكم مرتين: مرة بنيترات الامنيوم ومرة بطمس الحقيقة وعدم اعلانها.

لكنكم مهما فعلتم وراوغتم وهربتم و مهما احتميتم بالقوى الامنية لن تتمكنوا من النجاة من قوس العدالة ومن محكمة الضمير ومن لعنة التاريخ!