ماذا يحصل في جنوب لبنان وفي الضاحية الجنوبية من بيروت؟ وهل التصعيد الذي شهدناه تصعيد ليوم واحد، أم أن الأوضاع تتجه إلى مزيد من التوتر، وحتى الحماوة مع إسرائيل؟ اليوم أعلن الجيش الإسرائيلي أنه تم إطلاق صواريخ على مسيرة إسرائيلية فوق جنوب لبنان من دون إصابة الهدف. وليل أمس شهدت منطقة الضاحية إستنفارا عسكريا بعد مشاهدة جسم مضيء فوق المنطقة، وتحليق مسيرة على علو منخفض في المكان. اللافت أن حزب الله يلتزم الصمت العميق حول ما حصل مساء أمس واليوم، كما لم يصدر حتى الآن أي بيان رسمي عن السلطات اللبنانية. فهل نحن أمام تصعيد تصاعدي متدرج بين لبنان وإسرائيل، أم أن ما حصل مضبوط ولا ينذر بتطورات خطيرة ؟ الأجواء الإقليمية توحي أن الجواب الثاني هو الأقرب من الحقيقة والمنطق، فالمنطقة في حال ترقب أكثر مما هي في حال استنفار، كما أنها في مرحلة استدراج عروض إلى الحل السياسي لا في مرحلة تهيؤ للحسم العسكري. حكوميا، لا جديد. فكل الكلام على دينامية فرنسية متجددة لإخراج الواقع الحكومي من عنق الزجاجة لم يتبلور عمليا بعد. فزيارة موفد فرنسي إلى لبنان لم تتأكد، كما أن مساعي حزب الله لإزالة الألغام على خط بعبدا – بيت الوسط ، وميرنا الشالوحي – بيت الوسط لم تحقق أي نتيجة عملية. ولعل الضبابية في المواقف والتحركات هي التي حدت بالرئيس سعد الحريري الى مواصلة جولته الخارجية بزيارته مصر ولقائه الرئيس السيسي. وثمة معلومات تشير إلى أن الحريري سينتقل من مصر إلى فرنسا لمتابعة جولته الخارجية. كل هذا يحصل فيما اللبناني ينوء أكثر فأكثر تحت وطأة الأوضاع الإقتصادية الضاغطة. البنزين يرتفع سعره أسبوعيا، والتوقعات تنبىء بأن سعر الصفيحة سيتجاوز سقف الخمسين ألف ليرة قريبا، فيما كل شيء مقنن ومهرب، من الكهرباء والمازوت وصولا إلى الغذاء والدواء. وحدها أرقام الوفاة بالكورونا لا تخضع للتقنين، وهي سجلت اليوم رقما قياسيا جديدا بلغ تسعا وثمانين وفاة. فبئس دولة لا تستطيع أن تتباهى إلا بأعداد الموت، ولا تنجح إلا في زيادة الإنغماس في وحول الهدر وفي ملفات الفساد!