Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “MTV” المسائية ليوم الخميس في 04/02/2021

إعدام لقمان سليم ، إعدام للأب والأخ والصديق في مقاييس العائلة والمجتمع اللصيق، لكنه إعدام للنموذج الوطني العريض، اي لما يمثله لقمان كقلم حر وكروح حرة وكناشط سيادي، مع التركيز على حرف الدال . نشدد على كلمة إعدام وليس اغتيال، لأن الطريقة التي نفذت فيها العملية، تؤشر بقوة الى أن القتلة كانوا ينفذون حكما صدر من مرجعية شرعية في مساحتها، تعتبر أن لقمان سليم بات يمثل خطرا على سيادتها المكتسبة وبيئتها، فوجب أن يدفع ثمن حلمه بمشروع دولة بحسب المفاهيم والمواثيق والكتب والدساتير التي تقوم عليها الدول المتحضرة . أما الرسائل التي طيرها القتلة ومن وراءهم من عملية الإعدام فمتعددة الوجهة والعنوان: أولا، إنها رسالة الى الأحرار المؤمنين بلبنان السيد المستقل المتعدد العلماني، حيث حرية التعبير هي العنوان والرمز وعلة الوجود. ثانيا، إنها رسالة الى الدولة الهشة المتهالكة، بأن لا قيمة لها في نظرهم، ولا وجود لها ولا اعتبار لمؤسساتها الأمنية والقضائية و الدستورية إن لم تكن غطاء وقناعا وأداة تنفيذية لمشاريعهم الهدامة. الثالث، الى الدول المعنية بالشأن اللبناني بأن لا نفع لمساعيها الانقاذية، إن ظلت تطرق الباب الخطأ وإن لم تتبن مشروعهم هم، في مقابل تأمين مصالحها في شقيها الداخلي والإقليمي . أما العبرة من اغتيال لقمان سليم ، فهي أن القيمين على المشروع النقيض للدولة هم في حال توتر شديد ناجم عن شعور حقيقي بالتراجع وفقدان الوزن والقيمة والأرض. وككل مشروع توتاليتاري استبدادي، تطول اظافره عندما يفقد منطقه، وطبيعي أن يترجـم توتره باغتيال العقول النيرة وقادة الرأي. هكذا فعلوا دائما قبل سقوط أنظمتهم الجائرة، ولم يتعظ من سلكوا من بعدهم نهج الاستبداد. من هنا فإن الكل يعرف أن اياديهم طويلة وبنوك اهدافهم تحوي بعد الكثير من وزن لقمان، وهم يعرفون ايضا أن سيوفهم في النهاية ستنكسر أمام إصرار الأحرار على الحرية. أما للدولة اللبنانية فنقول، صدقنا أجهزتك التي أعلنت أن الاغتيالات عائدة ، لكننا لن نصدقك ولن نصدقها بأن تحقيقا شفافا سيحصل للقبض على قتلة لقمان سليم وقبله جو بجاني وقبلهما العقيدان سكاف وأبو رجيلي، وصولا الى محمد شطح والذين سبقوه. وهل نذكرك بأن أهالي ضحايا جريمة المرفأ أحيوا اليوم ذكرى الشهر السادس على البركان فيما التحقيق غارق في وحول التسويف ولم يتم توقيف إلا الأبرياء؟. أخيرا، ايتها المنظومة، لا تشغلي نفسك بما لم يعد لك، ولا تضيعي تركيزك على تشكيل الحكومة ومحاربة كورونا والمجاعة ، فأنت هنا تحققين المعجزات.