IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار”MTV” المسائية ليوم الثلثاء في 2021/02/09

أمر ما يحصل محليا وعربيا ودوليا. فليس من باب المصادفة أن يعود السفير السعودي الى لبنان في هذه المرحلة بالذات، وأن يفعل لقاءاته مع السفراء العرب والأجانب. كما ليس من باب المصادفة أيضا، أن يزور نائب رئيس الحكومة وزير خارجية قطر لبنان اليوم، معيدا الى الذاكرة دور قطر في مؤتمر الدوحة الشهير عام 2008.

كذلك كانت لافتة اللهجة الحاسمة والجازمة التي تحدث بها البطريرك الماروني، عن دور الأمم المتحدة في إنقاذ لبنان. ففي عيد مار مارون رأى الراعي أن لبنان “بحاجة الى دور دولي حازم وصارم يطبق القرارات السابقة من دون استثناء او اجتزاء، حتى لو استدعى الأمر إصدار قرارات أممية جديدة”.

خارجيا، رئيس الحكومة المكلف يقوم بنشاط ديبلوماسي لافت. فهو وصل اليوم الى باريس حيث سيجتمع غدا بكبار المسؤولين الفرنسيين، وبرئيس الجمهورية ايمانويل ماكورن. ووفق معلومات ال “أم تي في”، فإن الحريري استبق زيارته العاصمة الفرنسية بزيارة سريعة الى تركيا. الحركة الحريرية الخارجية، تتزامن مع دخول فاتيكاني قوي على خط الأزمة اللبنانية، ومع بدء الإدارة الأميركية تجميع أوراقها الإقليمية تمهيدا لبدء كباشها الديبلوماسي مع إيران.

الى أين يقودنا المشهد المرتسم في لبنان والمنطقة؟، الى خلاصة واضحة فحواها أن لبنان يعيش سباقا بين التعريب والتدويل. فقوى عربية كثيرة تحاول أن تتدخل لحل الأزمة اللبنانية، في وقت بدأت قوى لبنانية كثيرة ترى أن لا حل إلا بتدويل الأزمة. علما أنه حتى الان لا تعارض بين التعريب والتدويل. فما قام به المسؤول القطري في لبنان اليوم ليس على تناقض مع المبادرة الفرنسية، بل يشكل استكمالا لها بشكل او بآخر.

وإذا كان منطلق الحل عند القوى العربية والدولية مفتاح تشكيل الحكومة، فمن الواضح في المقابل أن الأطراف المعنية بالتأليف لبنانيا لا تزال على مواقفها. والدليل أن المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية استبق زيارة المسؤول القطري، فأعلن في بيان أصدره قبل قليل من وصوله الى قصر بعبدا، أن رئيس الجمهورية لا “يمكنه تقديم تنازلات كما يطالب بعض السياسيين والإعلاميين، لأنها في الواقع حقوق دستورية يحرص رئيس الجمهورية على الحفاظ عليها والمناداة بتحقيقها”.

فهل تنجح الضغوط العربية والدولية في تليين المواقف المحلية، وإحداث ثغرة في الجدار المسدود، أم أن الأمور متجهة الى مزيد من التصعيد، ولا يمكن لأي حل، أن يمر إذا لم يفرض بإرادة عربية – دولية جامعة؟، الأيام المقبلة قد تحمل مفاجآت كثيرة، فلننتظر.