الحراك السياسي والديبلوماسي كثير.. لكن لا نتيجة عملية على الأرض حتى الآن على الأقل.
فالمسؤول القطري الذي زار لبنان أمس لم يحقق خرقا يذكر، هو استطلع الوضع بأسلوب ديبلوماسي، وأبدى استعدادا لطرح مبادرة ما، من دون أن يحدد موعد طرحها وآليتها وهدفها ومضمونها.
ووفق أوساط ديبلوماسية مطلعة فإن نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري فوجىء بحجم التعقيدات اللبنانية المتراكمة، ورأى أنه صار من الصعب حل الأزمة اللبنانية إلا بجهد عربي – دولي مشترك. توازيا، رئيس الحكومة المكلف يواصل زيارته إلى باريس وسيلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مائدة العشاء بعد قليل .
ووفق المعلومات فإن فرنسا مرتاحة إلى التعاطي مع الرئيس الحريري في ملف تشكيل الحكومة، لكنها في الوقت عينه لا تريد أن تثير حساسية الطرف الآخر، أي فريق الرئيس عون والتيار الوطني الحر. وهذا طبيعي. ففرنسا رغم الإنتكاسات التي اصيبت بها مبادرتها لا تزال مصرة عليها، لذا تتصرف مع الأطراف اللبنانيين من موقع الحكم وتحرص على أن تبقى على مسافة واحدة من الجميع، علها تصل إلى تحقيق تقدم في الملف الحكومي.
في الأثناء لفت الإتصال الذي تلقاه رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط من الحريري. أهمية الإتصال أنه جرى بين رئيس حكومة مكلف وبين رئيس حزب ، فهل يشكل الأمر مقدمة لا بد منها لحصول اتصال بين الحريري ورئيس التيار الوطني الحر في مرحلة لاحقة؟ عربيا، مسبار الأمل الإماراتي الذي وصل إلى مدار المريخ لا يزال في دائرة الضوء والإهتمام، وهو أيقظ لبنانيا ذكريات حلوة وموجعة في آن.
ففي ستينات القرن الماضي كان لبنان الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي أطلقت صواريخ نحو الفضاء بلغ عددها أربعة. ألا يؤكد الأمر أننا نسير نحو الهاوية بسرعة صاروخية ، وأن لا أمل بأن يصبح عندنا مسبار أمل جديد طالما أننا محكومون من منظومة تكره التقدم والأمل ولا تحب إلا الفساد والفشل؟/