IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الخميس في 11/02/2021

صحيح ان جسد لقمان سليم صار اليوم في الثرى، لكن أمثال لقمان لا يمكن الكلام عليهم في صيغة الماضي، لأن شهداء الرأي تبدأ حياتهم بعدما يخيل لقاتليهم انهم تخلصوا منهم بإماتة اجسادهم .

يخطىء من أعدم لقمان إذا اعتبر بأن التخلص منه ينهي الرسالة السامية التي استشهد من أجلها ويخيف معتنقيها فتنتهي الملحمة الوطنية وسط حديقة منسية. ولعل الصفعة الأولى للقاتل جاءته من الأناشيد والابتهالات المختلطة المتعانقة ، حيث اختفت الطائفية وتمازجت الطقوس ليبان الله مجللا بالمحبة وبأرفع صور السمو الإلهي-الإنساني .

الصفعة الثانية تلقاها القاتل من الحلقة المتراصة غير القابلة للكسر التي طوقت جسد لقمان الذي زرع أرزة في الأرض التي أحب ، وقد استمدت قوتها من تنوعها السيادي الوطني و النقي .

الصفعة الثالثة تلقاها القاتل من الحضور الدبلوماسي القوي الذي طير رسالة الى من يعنيهم القتل، بأن اغتيال لقمان لن يمر من دون عقاب، بما هو اغتيال للبنان الدولة والقيم وواحة العيش الحر .

في المقابل، إصرار الدبلوماسية الدولية على إنقاذ لبنان و المبني على صمود القوى المجتمعية الحية فيه ، لا تقابله المنظومة السياسية المحلية بالاهتمام نفسه بل يزعجها . فالمسعى الفرنسي لا يزال يصطدم بحائط الصد الداخلي، والعشاء شبه السري، الذي جمع الرئيس سعد الحريري الى الرئيس ماكرون في الإليزيه، ظل في إطار المقبلات ولم يتمكن الضيف والمضيف الواقفان على ضفة واحدة من أزمة التشكيل، من الحصول على الطبق الرئيسي الساخن، اي الى تحقيق تقدم ينقلهما الى الضفة المقابلة، وقد بدا الوصول الى المريخ أقرب واسهل. ويتعين على الرجلين الآن الانحدار الى ما دون الصفر بحثا عن مفتاح صالح يفتح باب التواصل بين بعبدا وبيت الوسط لتبديد الحرد وإعادة التواصل الانساني بين عون والحريري، علما بأن اي تحرك دولي أو عربي مساعد يرتبط عضويا بتحقيق هذه الخطوة قبل مقاربة الملفات الخلافية وما أكثرها وأصعبها.

في الأثناء لبنان غارق في بحر الأزمات الإقتصادية والمالية والصحية، حتى اللقاح لا يحظى بالإجماع المطلوب ولا يشكل وصوله المتوقع الى لبنان، ولو خجولا، مادة ترحيب أو باب أمل.