IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “MTV” المسائية ليوم الجمعة في 12/02/2021

في 23 كانون الاول الفائت زار رئيس الحكومة المكلف قصر بعبدا، وأدلى بتصريح مفصل انهاه قائلا: اللبناني لا يريد ان يرى سعد الحريري ” طالع نازل” الى القصر الجمهوري من دون ان يشكل حكومة. وهكذا كان. اذ توقف الحريري من يومها عن زيارة بعبدا. لكنه ها هو، وبعد واحد وخمسين يوما، يعود الى زيارة القصر الجمهوري، من دون ان يتم التوصل الى تشكيل الحكومة. فلماذا التقى رئيس الجمهورية اذا؟ ليس صعبا على من يراقب وجه الحريري اثناء ادلائه بتصريحه المقتضب بعد الزيارة ان يلاحظ عدم ارتياحه، ما يثبت ان العلاقة ليست ابدا على ما يرام بينه وبين رئيس الجمهورية. ويتأكد الامر عند رصد ما قاله. فهو زار بعبدا معيدا طرح تشكيلته الحكومية السابقة، التي رفضها رئيس الجمهورية مجددا. الزيارة اذا لتأكيد المؤكد، وتشكل نوعا من التحدي، وخصوصا بعد الفيديو المسرب لرئيس الجمهورية الذي انتقد اداء الحريري. وقمة التحدي كانت في قول الحريري انه شرح لرئيس الجمهورية الفرصة الذهبية المتاحة للبنان، وان على كل فريق ان يتحمل مسؤولية مواقفه منذ اليوم. فما تفسير اللهجة الحازمة التي تكلم بها الحريري من على منبر القصر الجمهوري؟ وهل الزيارات الخارجية التي قام بها اعطته جرعات دعم قوية حتى قال ما قاله؟ الحريري زار بعبدا ليس للتفاوض مع رئيس الجمهورية، بل لتأكيد ثوابته التي تتلخص بثلاث: حكومة من ثمانية عشر وزيرا، لا ثلث معطلا لاي طرف، واختيار وزراء مستقلين. في المقابل، للمرة الاولى تقصد قصر بعبدا عدم الرد على التحدي بتحد اكبر، فاكتفى المكتب الاعلامي ببيان مقتضب جدا ساخر بعض الشيء، الابرز فيه انه بعد الجولات التي قام بها الرئيس المكلف الى الخارج تبين انه لم يأت بأي جديد على الصعيد الحكومي! في الخلاصة، الزيارات الخارجية للحريري لم تحلحل اي عقدة داخلية ، بل زادتها تعقيدا. وفي الخارج، وتحديدا في فرنسا، ماكرون لا يزال على موقفه، وهو، وفق المعلومات، لن يقدم على اي تحرك جديد قبل تشكيل حكومة ذات صدقية تتبنى البرنامج الاصلاحي المفصل في المبادرة الفرنسية. وطالما انه لا تقدم في تشكيل الحكومة كما قال الحريري اليوم، فان الامور ستبقى على حالها، بل ان الانهيار سيستكمل. الامور ستزداد سوءا سياسيا، اما صحيا فاللقاح ضد الكورونا يبدأ بالوصول غدا الى لبنان. التحصين ضد كورونا سيتم، لكن من يحصن اللبنانيين ضد الاحباط واليأس في ظل هكذا منظومة؟ ايها اللبنانيون تنبهوا: مسؤولوكم اخطر وأخبث وافتك من كورونا، ونحن “قطيع” فقد المناعة!