كلمة توضيحية لا تصعيدية، حازمة لا نارية، وضعت النقاط على حروف عملية تشكيل الحكومة، ولم تغلق الباب أمام إمكان التوصل الى حل.
هكذا يمكن توصيف كلمة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في الذكرى السادسة عشرة لاغتيال والده. الحريري، الذي قدم كشف حساب مفصلا عن لقاءاته برئيس الجمهورية، استرسل في تفاصيل روايته عن تشكيل الحكومة، مفندا ومسقطا في المقابل بعض الروايات التي يقدمها فريق رئيس الجمهورية.
هذا الجزء من الكلمة استدعى ردودا فورية قاسية، وإن مقتضبة، من مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية ومن أعضاء في “التيار الوطني الحر”.
البارز في كلمة الحريري تأكيده أن الحكومة ستشكل، وهو أعاد تأكيد الأمر أمام الصحافيين الذين جمعته بهم جلسة دردشة، بعد انتهائه من القائه كلمته. فعلام بنى الحريري تأكيده؟، هل على معطيات خارجية انطلاقا من الزيارات العربية والدولية التي قام بها، وخصوصا زيارته الأخيرة الى فرنسا؟، أم أن ثمة تغيرات في مواقف القوى السياسية داخليا توحي إمكان حصول الخرق المنشود؟، وألا تعني الردود الفورية والمباشرة على كلمة الحريري من المعنيين المباشرين بها، أن التفاؤل الذي أوحى به الحريري بقرب تشكيل الحكومة، تفاؤل مبالغ به بعض الشيء؟.
الإجابة للأيام المقبلة، وخصوصا أننا في الاسبوع الطالع أمام موقفين منتظرين ومرتقبين، قد يحددان اتجاهات المرحلة حكوميا.الأول، الثلثاء مع كلمة السيد حسن نصر الله، والموقف الثاني الاحد، مع كلمة للنائب جبران باسيل. وقد حدد باسيل الموعد بعد انتهاء الحريري من كلمته، وعلم أنه سيتطرق فيها بالتفصيل الى الوضع الحكومي.
صحيا، اللقاح المنتظر منذ أشهر وصل أخيرا إلى لبنان، واللافت أن عملية التلقيح التي بدأت بتأخر حوالى شهرين عن بقية دول العالم، واكبتها حملة إعلامية إستعراضية مبرمجة بطلاها وزارة الصحة ورئاسة الحكومة، ومسرحها مستشفى رفيق الحريري.
فهل الإستعراض الإعلامي مبرر الى هذا الحد؟، وهل “البروباغندا” مقنعة، بعدما سبقتنا معظم دول العالم الى تلقي اللقاح؟، الجواب الوافي يجب أن نطلبه من الممثل الفكاهي أبو سليم الطبل، الذي أمضى صبحيته مع المسؤولين وكان أول الملقحين.