وفي اليوم السابع، لم تسترح المواقف السياسية والقضائية… بل بالعكس. فبين عظة البطريرك الماروني، وكلمة رئيس “التيار الوطني الحر”، لم يكن الأحد عطلة للسياسة، بل يوم تحديد توجهات ورسم خطوط وخيارات.
أهمية عظة البطريرك الماروني، أنها وجهت رسالتين واضحتين بردين شبه مباشرين. الرسالة الأولى تتعلق بالتحقيق في جريمة المرفأ، وشكلت ردا على ما قاله السيد حسن نصر الله الثلثاء الفائت.
فبينما اعتبر الأمين العام ل- “حزب الله” أن “التحقيق في جريمة المرفأ انتهى”، رأى الراعي “ضرورة التعاون مع محققين دوليين نظرا لاتساع رقعة هذه الجريمة ضد الإنسانية”. الرسالة الثانية تتعلق بالمؤتمر الدولي، إذ بينما رأى نصر الله في كلمته، أن التدويل مشروع حرب، جدد سيد بكركي الدعوة الى “عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان برعاية منظمة الأمم المتحدة، من أجل إعادة إحياء لبنان، عبر تحصين وثيقة الطائف وتطبيقها نصا وروحا”.
إذا، المشروع البطريركي المتعلق بلبنان يتبلور اسبوعا بعد اسبوع، وعظة بعد عظة. فالراعي حدد اليوم إطار المؤتمر الدولي ورسم أهدافه. يبقى أن يتلقف المجتمع الدولي الخطوة وأن يتجاوب معها الأطراف المحليون. فما الخطوة العملية الآتية؟ وهل من استراتيجية تحرك؟، وهل سيتحول موقف البطريرك الى فعل، أم يبقى مجرد دعوة مبدئية مؤجلة التنفيذ؟.
في المقلب الحكومي، الكلمة المتلفزة لباسيل أشعلت، كما كان متوقعا، سجالا بينه وبين “تيار المستقبل”، وهو سجال يثبت مرة أخرى أن التشكيلة الحكومية لا تزال بعيدة المنال، وأن لا حلحلة سياسية في الوقت الراهن.
كلمة باسيل التي شكلت ردا مباشرا على ما قاله رئيس الحكومة المكلف الأحد الفائت في ذكرى استشهاد والده، أعادت الأمور خطوات الى الوراء، وخصوصا أن باسيل لم يكتف بالهجوم على الحريري، بل انتقد أيضا أداء مجلس النواب، في ما يشكل انتقادا للرئيس نبيه بري.
فكيف سيتلقف رئيس مجلس النواب انتقاد باسيل؟، وهل يقوى التوتر على محور ميرنا الشالوحي- عين التينة؟، وألا يعني المشهد كله أن الحل الحكومي بعيد، فيما الإنهيار التام قريب جدا، بل أقرب مما يتصوره كثيرون.