“يا عيب الشوم عليكم”. انها العبارة الوحيدة التي تليق بكم وبأدائكم وبسوء تطبيق خطتكم. والمقصود بالكاف والميم هنا كبار المسؤولين، بلا تمييز ولا استثناء. العيب أولا على وزارة للصحة ادعت طوال ازمة الكورونا انها رمز الشفافية واللاتمييز بين اللبنانيين، فاذا بها صورة مصغرة عن دولة المحسوبيات، و نسخة غير منقحة عن جمهورية الفساد.
الوزير حمد حسن يظهر بصورة شبه يومية على شاشات التلفزة ليتحدث بمثالية فائقة عن كل تطورات كورونا. فلماذا سقطت المثالية سقوطا مدويا فجأة؟ وكيف سمحت وزراة الصحة لنفسها أن تضرب خطة، هي المرتكز لوصول اللقاح الى لبنان؟ انت تعلم، حضرة الوزير، ان صورتنا في العالم ليست مشرفة انطلاقا من ممارسات المسؤولين عندنا، فلماذا استكملت تهشيم الصورة؟ والا تدري انه بسبب اداء وزراتك قد يوقف البنك الدولي تمويل اللقاحات ودعم لبنان؟
العيب الثاني على مجلس النواب. ان البرلمانات في العالم هي مصدر التشريع ومركز المراقبة. هي التي تسن القوانين وتتولى مراقبة حسن تطبيقها. فأي درس في حسن تطبيق القوانين ومراقبتها قدمه مجلس النواب اليوم؟ اما النواب الذين تلقوا اللقاح فهم يتحملون احدى مسؤوليتين. فاما انهم يجهلون بروتوكولات الخطة الوطنية وتلك مصيبة بالنسبة الى مشترعين مفترضين ، واما انهم يعرفون ويخالفون ويتلقحون وعندها تكون المصيبة اعظم!
العيب الثالث على اللجنة الوطنية للقاح الكورونا التي سكتت حتى الان على تلقيح عدد من النواب في البرلمان من دون موافقتها ومن دون المرور بالدورعبر المنصة الاكترونية للتسجيل واستدعاء المسجلين. قد يقول البعض ان رئيس اللجنة الدكتور عبد الرحمن البزري قام بواجبه وعقد مؤتمرا صحافيا لوح فيه بالاستقالة. الجواب: في مواجهة مثل هذه الفضيحة المعيبة التلويح لا يفيد. فالخلل الذي تحدث عنه البزري باسهاب لا يواجه بنصف استقالة، ولا بمحاولة تجهيل الفاعل كما حاول البزري ان يفعل في مؤتمره الصحافي. ان المواجهة الحقيقية تستلزم امرين: تسمية المسؤولين بكل جرأة وصراحة و تقديم استقالة مدوية لوضع هؤلاء المسؤولين امام مسؤولياتهم. باختصار: ما حصل اليوم معيب بحقنا كمواطنين، ومخجل بصورتنا أمام العالم.
فمرة جديدة يثبت المسؤولون عندنا انهم الفيروس الحقيقي المعشش في الوطن. الكورونا يمكن ان يواجه باللقاح، اما المسؤولون من اعلى الهرم الى اسفله فلا لقاح لمحسوبياتهم وسوء ادارتهم وفسادهم. ان الحل الوحيد لما نتخبط فيه كورونيا هو عبر السماح للقطاع الخاص باستيراد اللقاحات، والا فاننا سنبقى مواطنين برسم الموت، وسيبقى اقتصادنا برسم الانهيار. مرة أخرى: “يا عيب الشوم عليكم”.. لقد “مرمغتم” رأسنا بالتراب، فمتى نتخلص منكم، ومن فيروسكم الخبيث القاتل؟