كما اعلنا منذ عام، مضى حال الطوارىء الصحية لمواجهة مد فيروس الكورنا، وقوبلنا يومها بسيل من الانتقادات أطلقها المسؤولون اللامسؤولين، وكان أن وقعت الواقعة فقتل الناس بالآلاف وانهار القطاع الصحي والاستشفائي.
ها نحن نطلق اليوم النداء الأخير لإعلان حال طوارىء خلقية غذائية مالية تموينية تمويلية، وليصمت المسؤولون، لأنهم مسؤولون عن كل فم جائع وعن صراخ كل رضيع، وعن حسرة كل عامل خسر عمله، وعن خراب كل مصنع، وعن أنين كل محتاج.
لبنان ايها العالم في خطر كبير، بفعل طيش منظومته السياسية وأنانية مكوناتها. الدولار بعشرة آلاف وهذا يبحث عن تحقيق المكتسبات لطائفته وحزبه ولا يوقع بحجة أنه يرفض تسليم البلد.
الدولار بعشرة آلاف، وذاك لا يشكل لأن الدستور أعطاه ما لم يعطه لسواه ولئلا يسقط في عين طائفته.
الدولار بعشرة آلاف، وهذا لا يسهل التشكيل لأن بايدن سيخضع لشروط الخامنئي.
نعلن حال الطوارىء الانسانية ونضمها ملحقا معجلا مكررا، الى نداء البطريرك الراعي الذي دعا الى مؤتمر دولي ينقذ الوطن الجريح والشعب المحتضر من خاطفيه.
أمام هذه الوقائع الكارثية، هل يصح ان نخبركم عن مشاريع محادثات بين بكركي وحزب الله، أو عن جولة تكتل تيار المستقبل على المرجعيات الروحية، أم عن حرص رئيس الجمهورية على الجمهورية؟، لا، لا يصح، بل دعونا نخبر المنظومة عن الناس الذين عادوا الى الشوارع وقطع الطرق مطالبين بكسرة الخبز وحبة الدواء وحفنة الحليب لرضيع وبلقاح يحصنهم ضد الفيروس.
في الخلاصة، نحن نخبر ونحذر وننادي وننقل اصوات الناس المتألمين، لكن طبعا لا نتوقع أي استفاقة او صحوة ممن ماتت ضمائرهم وتحجرت قلوبهم وبردت كحجارة قصورهم. حرام لبنان.