IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”MTV” المسائية ليوم الأحد في 2021/03/07

رائعة كانت هذه المسحة القدسية التي خيمت على العراق، وظللت دول الجوار ووصلت أصداؤها إلى العالم. في موقع المجزرة وهول الدمار في الموصل، أقام البابا مذبحه ورفع الصلاة، وأزهرت دماء الضحايا كالسيوف في وجوه قتلتهم، ومن سبوا عائلاتهم.

غريب على من لا يعرف، ومستفز لمن ينكر على البابوات، تماما كما ينكر على بطاركة لبنان، هذه الهالة الروح – قدسية التي تنبثق من إطلالالتهم، وكلمات الحق التي تصدح بها حناجرهم، في أزمنة المآسي والحروب والظلم، علما بأن لا صواريخ عابرة ولا دقيقة لديهم ولا دبابات ولا جيوش. لكن من يعرف سيرهم وأدوارهم عبر التاريخ لا يستغرب ولا يستفز، بل يخشع ويتضع ويمجد الرب.

هكذا واجه أحبار الكنيسة وقديسوها بالكلمة والصلاة الطغاة، فهم ما حلوا في أرض قهر شعبها، إلا وأشعلوا شموع الأمل في قلوب المؤمنين، وجاءتهم الحرية واستعادوا كرامتهم ولو بعد حين.

“لقد تأخرت في زيارتنا، لا تتركنا يا سيد السلام”، سمعها فرنسيس المتواضع من العراقيين. وأجابهم: “لا يهم أن أكون هنا، أنتم في قلبي وفي صلب صلواتي حيثما أكون”. هذه الجملة سمعها سلفه القديس يوحنا بولس الثاني في بولونيا يوم زارها، وأجاب المنتفضين على الظلم: “لا تخافوا أنا معكم، صلوا وناضلوا وستنتصرون”، وانتصرت بولونيا على جلاديها وتحررت.

هذا في العراق، أما في لبنان فالبطريرك الراعي لا يكف عن زرع حبوب الحنطة في الأرض، ويواصل التقريع للسلطة الغاصبة التي تجلب بعنادها وإنكارها، المرض والجوع والخراب على شعبها المنتفض المتألم في الساحات.

لكن الحصاد سيتأخر على ما يبدو، ودرب الجلجلة طويل، طالما يواصل رئيس حكومة تصريف الأعمال عروض “الستاندآب كوميدي” المبكية، ويواصل الرئيس المكلف أسفاره شاكيا سارقي التشكيلة. وطالما تواصل المنظومة تراشقها الطائش، وتدفع أفاعيها على حفافي خطوط التماس، وتهول بالحرب لكسب موقع تافه ولو مات الناس، وهم يموتون، أو دمرت الجمهورية، وقد دمرت.

في الخلاصة سؤال ودعاء: متى يا قداسة البابا ستقيم مذبح الخلاص في أرض لبنان وترفع صلاة الشكر لنجاته، ويكون قد تخلص من دواعشه المحليين والإقليميين؟. لما لا في أرض المرفأ المدمر، المجسم الصارخ للجمهورية الشهيدة، حيث صلى سلفك القديس يوحنا بولس الثاني ذات يوم؟ … هل ترانا نطلب الكثير؟.