Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الاثنين في 08/03/2021

لم يكن الناس في حاجة الى “اثنين الغضب” ليعبروا عن غضبهم ونقمتهم، وعن رفضهم الممارسات السيئة للمنظومة الحاكمة. كل يوم هو يوم غضب عندهم في ظل وضع مأسوي ، كارثي يعيشونه، وفي ظل منظومة فاشلة وفاسدة تتحكم بحياتهم وبمقدراتهم. مع ذلك شكل الاثنين الثامن من آذار محطة جديدة في مسيرة ثورة 17 تشرين. الشعب الجائع قرر ان يعود الى الشارع ليقول “لا” مدوية في وجه حكامه، الذين يعيشون في قصورهم الباردة وسراياتهم المحصنة. وهؤلاء الحكام بالذات لم يترددوا في استعجال عقد اجتماع في قصر بعبدا للبحث في تطورات الازمة. فماذا كانت النتيجة؟ للأسف، تأكد للجميع ان رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المستقيل والوزراء الحاضرين منفصلون تماما عن الواقع. وقد بدا الانفصال في كلمتي عون ودياب في بداية الاجتماع، كما في البيان الختامي الصادر عنه. يكفي ان نعرف ان البيان اختصر الازمة السياسية- الاقتصادية -الاجتماعية – الامنية بأمرين: تعمد منصات معينة استهداف الليرة اللبنانية، وقطع الناس للطرق. فهل هذا معقول؟ طيب، لنفترض ان هذه المنصات المجهولة وجدت قبل سنتين فهل كانت تمكنت من خفض سعر الليرة ؟ اذا، يا حضرة الرئيسين المشكلة ليست في المنصات بل في سياسة الحكومة، وفي اداء العهد.
المشكلة الاقتصادية لم تبدأ بالمنصات، بل بالسرقات والصفقات والتهريب وتحكم الدويلة بقرار الدولة…. المنصات نتيجة، فعالجوا السبب.

اما بالنسبة الى قطع الطرق فمذلا كان وصف الناس الموجوعين الذين نزلوا الى الشارع بأنهم يقومون بعمل تخريبي. ايها الرئيسان، للتصحيح فقط: الشعب الذي يعبر عن رأيه لا يقوم بعمل تخريبي. العمل التخريبي يختص به من يقدم مصالحه الخاصة ومحاصصاته وصفقاته على مصلحة الشعب.

العمل التخريبي الحقيقي يقوم به من يصر على عدم تشكيل حكومة رغم ان مصير البلد بالدق، ومستقبل الناس على المحك. لذلك، بعد الان، لن ينفع التهويل والتهديد والتخويف بفتح الطرقات بالقوة، الناس كسرت حاجز الخوف والتردد ولم يعد عندها ما تخسره. تزامنا، ومقابل فشل رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف في مقاربة الواقع، قال الجيش كلمته الواضحة، الصريحة. وكان موقف لافت لقائد الجيش شكل صرخة مؤيدة لوجع الناس ودعوة الى رفع يد السياسيين عن الجيش. فالى قائد الجيش شكرا، والى ساكني القصر الرئاسي والسراي الحكومي: مرة جديدة تخذلون الشعب، فيا “عيب الشوم” عليكم، ويا تعتير الشعب بكم !