الناظر إلى المخاض العسير لتشكيل الحكومة يكتشف بسهولة أن فريق الممانعة المتمثل بحزب الله والرئيس عون وتياره السياسي هو في موقع المتهم بعرقلة ولادة حكومة المهمة لو كان الإستنتاج محليا لأمكن القول إنه فئوي وليس موضوعيا.
لكن الإستنتاج دولي متعدد اللغة والجنسية وهو موقع بأقلام وتصاريح وحناجر مرجعيات تتماهى أو تتعارض سياسيا مع فريقي النزاع المحليين، وفي مقدمها موسكو التي ستسمع موقفها لوفد حزب الله الذي يزورها الأسبوع المقبل.
وهي تتناغم ، وهذا نادر جدا، مع الإمارات والسعودية وواشنطن وفرنسا. الموقف الكوني الواضح ، يجرد المعرقلين من أي حجة ومنطق ، وللبيان نحيلهم على التقريعة الجديدة لوزير خارجية فرنسا “جان إيف لودريان” الذي اتهم المسؤولين السياسيين اللبنانيين بالتقاعس عن التصدي لخطر انهيار بلدهم .
تفسير الموقف الفرنسي يعني أن المعرقلين سيتهمون بجريمة قتل شعبهم . توازيا ، معالم الموت والتحلل تتوالى ، فوزير الطاقة “ريمون غجر” سعى اليوم جهارا إلى استعطاء ألف وخمسمئة مليار جديدة من الخزينة المفلسة ، تكفينا لإنارة مقننة جدا لشهرين وإلا وقعنا في العتمة الشاملة ، وقد نصحه الخبراء بإعلان العتمة من الليلة بما يحفظ أموال اللبنانيين المتبقية في خزائن المركزي لاستخدامها في ما هو أبدى، واللبناني يتدبر أمره.
في المقلب الرسمي الآخر، ذهبت الشعبوية الفاقعة حد استعطاء مليون ليرة لكل عسكري في الجيش على ستة أشهر، ظنا من السلطة بأن هذه الرشوى تبقي الجيش وسيلة قمع في يدها.
وهنا أيضا ذكر العقال أهل المنظومة بأن الخزينة مفلسة، وبأن العدالة لا تجيز التمييز بين العسكريين بحيث يستفيد الجيش دون القوى الأمنية الباقية ، كما لا يصح التمييز المادي بين الجندي والموظف المدني اللذين يوحدهما الجوع ، ونصحوا بتشكيل الحكومة، وهو الحل الأقل كلفة الذي يشبع كل اللبنانيين وينتشل الدولة من مصائبها.
في هذه الأجواء يجتمع المجلس النيابي غدا الجمعة وفي رأس جدول أعماله ، قرض البنك الدولي لمعالجة تداعيات أزمة الكورونا، صحيا تربويا واقتصاديا، وسط معلومات عن احتمال مقاطعة التيار الوطني الحر الجلسة لعدم اقتناعه بجدواها.
في الأثناء عمليات التلقيح شبه متوقفة وسط شائعات متضاربة عن استقدام اللقاحات من قبل شركات استيراد الدواء، قابلتها تطمينات واهية من وزارة الصحة عن قرب وصول كميات منها بلا تحديد مواعيد دقيقة، فيما تفتك الكورونا بالناس.