قد لا نكون صرنا في جهنم ، لكننا حتما في وضع جهنمي . الدولار لامس بل تخطى الثلاثة عشر الف ليرة . التجار ضائعون ، محال كثيرة منها محال للصيرفة أقفلت ابوابها . البنزين عاد ليخضع للتقنين في محطات كثيرة ، فيما الصيدليات تهدد بالتوقف عن العمل. كل هذا ولم نسمع ان مسؤولا واحدا تحرك ، او قام بعمل جاد مفيد . رئيس حكومة تصريف الاعمال غائب عن البصر والسمع ، الوزراء المعنيون ، و لا سيما وزراء الاقتصاد والمال والطاقة ، صامتون صمت ابي الهول ، اما قصر بعبدا فلم يفق من قوة الصدمة بعد ولم يعقد اجتماعه التقليدي لمطالبة المسؤولين عن الليرة بالحفاظ على الحد الادنى من سعرها. اذا ، من جهة فوضى وبدايات انهيار شامل ، ومن جهة ثانية اهمال وتسيب وانعدام مسؤولية . والسلطة التشريعية ليست افضل حالا من التنفيذية . فغدا تجتمع اللجان المشتركة بهدف اقرار سلفة جديدة لشركة كهرباء لبنان لم يتحدد بعد المبلغ الحقيقي لها . فكيف يسمح نواب الامة لانفسهم ان يواصلوا استنزاف موارد الامة ؟ الا يدركون اننا دفعنا حتى الان حوالى خمسين مليار دولار على الكهرباء وما زلنا بلا كهرباء؟ الا يعرفون ان الصين امنت الكهرباء على كل اراضيها بمبلغ لا يتجاوز ال 17 مليار دولار فيما نحن دفعنا ثلاثة اضعاف هذا المبلغ ولا نزال اسرى العتمة ؟ صحيا ، الامور مكهربة ايضا . فالتلقيح يسير ببطء ، فيما القطاع الخاص محروم حتى الان من المشاركة في العملية . فلماذا التأخير فيما الموجة الثالثة للجائحة تدق الابواب؟ وهل بالبيروقراطية الحكومية البطيئة والبطيئة جدا يمكن مواجهة فيروس قاتل سريع ؟ البطء في مواجهة الفيروس يواكبه بطء اقوى في مواجهة الوضع الحكومي . فالمسؤولان عن التشكيل اي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف غير مستعجلين2 ويملكان على ما يبدو ترف الوقت ولا يشعران ان الوضع الاقتصادي – الاجتماعي ضاغط ، وان الناس تكاد تنفجر من ثقل الازمة . لذا لا اتصالات حتى هاتفية بينهما . فعلى من يتكلان لتشكيل الحكومة؟ واليست مناكفات المسؤولين وكيديتهم وتصرفاتهم غير المسؤولة هي الطريق السريع لوصولنا الى جهنم؟