نهاية الأسبوع مختلفة تماما عن بدايته. في السوق السوداء الدولار ينخفض، فيما حرارة اللقاءات السياسية ترتفع، وأبرزها اليوم الزيارة المفاجئة لرئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” الى قصر بعبدا.
ففيما كانت كل الانظار متجهة الى يوم الإثنين، لمعرفة ما سيسفر عنه اللقاء المرتقب بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، فاجأ وليد جنبلاط كعادته الجميع بلقاء في بعبدا، كسر من خلاله قطيعة عمرها أكثر من سنة ونصف السنة. اللقاء بين رئيس الجمهورية وجنبلاط الذي استمر أربعين دقيقة، وصفته مصادر مطلعة بأنه لقاء مصارحة، ويعبر عن رغبة جنبلاطية في فتح صفحة جديدة من العلاقة بين المختارة وبعبدا.
فإلى أي حد يمكن هذه الزيارة أن تساهم في إنضاج الطبخة الحكومية المنتظرة؟، وفق معلومات ال “أم تي في” فإن جنبلاط لم يخف مرارته العميقة مما آلت اليه الامور، معربا عن تخوفه من اضطرابات واهتزازات أمنية تعكس التشنج السياسي والمأزق الاقتصادي- الاجتماعي. وانتقد جنبلاط، في اللقاء، الإصرار على حكومة من 18 وزيرا، معتبرا أن تدهور الوضع يفرض إيجاد تسوية داخلية مهما كانت المصاعب والعقبات. وهذه الافكار عبر عنها جنبلاط في تصريحه المقتضب بعد اللقاء.
الجو الإيجابي بين عون وجنبلاط قد لا ينعكس بالضرورة على لقاء الإثنين، وخصوصا بعد الكلام العالي السقف والنبرة الذي أطلقه أمين عام “حزب الله”، والذي بلغ حد التهديد. اللافت أن الكلام التصعيدي لنصر الله تزامن مع تعقيدات واضحة في ما يتعلق بالمحاولات الجارية لإعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني، كذلك مع نقزة لدى “حزب الله” من الموقف الروسي في سوريا، وهي نقزة تبلورت عبر الزيارة التي قام بها وفد من الحزب الى موسكو.
فأي اتجاه سيسلكه الوضع الاثنين؟، هل نشهد انفراجات فيقدم الحريري الى عون تشكيلة متكاملة تشكل منطلقا لاتفاق الطرفين، أم أن شيطان التفاصيل سيكون أقوى من كل الاتفاقات المبدئية التي حصلت؟ لكن، قبل تفصيل الواقع السياسي نتوقف عند منصة المصارف، وعند مافيات التلاعب بالعملة التي تستعيد تاريخها في الوقت الضائع.