IMLebanon

مقدمة نشرة اخبار “mtv” المسائية ليوم السبت 27/03/2021

فقدان الثقة المتبادل بين رئيس الجمهورية وفريقه من جهة، والرئيس المكلف من جهة أخرى، ولد فيضا لا ينقطع من السجالات العنيفة والمطالب التعجيزية التي لا يقول بها الدستور، ولا يقبل بها سوى المهزوم، فيما تثبت الوقائع المحلية والإقليمية والدولية، أن لا قدرة لأحد على فرض أي تغيير من خارج الأطر الشرعية.

في هذا الإطار يندرج التراشق الحامي بالبيانات بين “التيار الوطني الحر” و “تيار المستقبل” اليوم، حيث اتهم البرتقالي الرئيس الحريري، بأنه “يريد تسمية الوزراء المسيحيين والسيطرة على نصف الحكومة زائدا واحدا”، فرد التيار الأزرق باتهام باسيل بالإصرار على “تنغيص الشعانين على المسيحيين، وبتحميل الرئيس المكلف تبعات ردود الفعل التي يتسبب بها فريق باسيل الخاص العامل في بعبدا، وحشره الرئاسة في ممارسات تعرضها للانتقاد والسخرية”.

أمام الانسداد الكبير، لم يبق سوى المبادرة التي أطلقها الرئيس بري لتشكيل حكومة تقوم على مقايضة، عنوانها: قبول الرئيس الحريري بتوسيع حكومة الاختصاصيين من دون أن يكون لأي فريق ثلثا معطلا فيها. لكن القلق اكتنف المبادرة الوليدة مخافة أن يكون بيان “التيار الوطني الحر” اليوم والتصلب الإيراني أمس، قد أجهضاها في مهدها، اللهم إلا إذا كان التصعيد يندرج في إطار المزايدة، تمهيدا للتفاوض من موقع أقوى.

الواقع الحزين والمقلق الذي انحدر إليه أهل المنظومة، يثير دهشة واستهجان الموفدين الدوليين والسفراء المعتمدين في لبنان، لكنه على ما يبدو لم يحبطهم، إذ يصفون في كواليسهم تصرفات المسؤولين اللبنانيين، بانها مؤشرات انهيار حتمي وسريع للمنظومة.

ورغم الآلام والأوجاع والخسائر التي يتكبدها لبنان وشعبه، فإن حلولا بحجم الأوجاع ستبدأ بالظهور، إنطلاقا من حقيقة أن لبنان ممنوع أن ينهار ويسقط. في السياق واصل السفير السعودي جولته على القيادات، فالتقى رئيس التقدمي وليد جنبلاط في المختارة، ومن هناك غرد مهاجما المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإيراني من دون أن يسميه، والذي اغتال بموقفه أمس المساعي المبذولة لتشكيل حكومة في لبنان.

تزامنا يحتفل لبنان بعيد الشعانين، فيما وضعت الأزمة شعبه على درب الجلجلة والصلب، وهو فاقد الأمل بقيامة قريبة.