التسريبات الإعلامية كثيرة حول مبادرات لتشكيل الحكومة، لكن لا شيء مؤكدا حتى الآن. التسريبة الأبرز اليوم تتحدث عن صيغة حكومية جديدة تردد أنها تلقى قبولا عند الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط. ترتكز الصيغة على تشكيل حكومة من أربعة وعشرين وزيرا، ليس فيها ثلث معطل لأحد.
ولأن رئيس الحكومة ونائبه في التشكيلة المقترحة بلا حقيبة وزارية، فإن عدد الوزراء الفعليين هو اثنان وعشرون يتولى كل واحد منهم وزارة واحدة تدخل ضمن اختصاصه. لكن السؤال الذي يطرح: هل الرئيس بري قادر على تسويق هذه الصيغة؟.
رئيس مجلس النواب قد يستطيع إقناع الرئيس الحريري بالصيغة المقترحة، ويتردد أن الحريري لم يعارضها عندما عرضها عليه بري في الغداء الأخير الذي جمعهما. لكن في المقابل رئيس مجلس النواب لا يستطيع إقناع رئيس الجمهورية، ومن خلفه “التيار الوطني الحر”.
أكثر من ذلك: “حزب الله” يقول عندما يسأل عن التشكيلة: إن أحدا لم يفاتحه بها، وبالتالي هو غير معني بما تتضمنه من طروحات. كما أن الأجواء الإقليمية المتوترة لا توحي أن “الحزب” وبالتالي إيران، في وارد التساهل في ملف تشكيل الحكومة، ما يعني أن كل ما يطبخ في الغرف المغلقة مجرد طبخة بحص.
إذا: رغم كل بالونات الإختبار، فإن لا حكومة في القريب العاجل، علما أن الصورة ستتضح أكثر بدءا من منتصف الأسبوع الطالع، أي مع عودة اللواء عباس ابراهيم من زيارته إلى فرنسا. ووفق المعلومات فإن ابراهيم سيبحث مع كبار المسؤولين الفرنسيين في ثلاثة مواضيع أساسية: التعاون الأمني بين البلدين، ملف جورج عبد الله، وتشكيل الحكومة وما يعترضه من عقبات وعراقيل.
توازيا: البلد يغرق أكثر فأكثر في الهموم الإقتصادية – الإجتماعية التي يخشى أن تتحول فوضى في الشارع. وهو أمر بحث بالتفصيل في الجلسة الأخيرة للمجلس الأعلى للدفاع، حيث حذر قادة الأجهزة الأمنية من فوضى شاملة نتيجة الأزمة التي يتخبط فيها الناس، كما حذر أحد قادة الأجهزة الأمنية من عمليات اغتيال لشخصيات محددة تؤثر على المسار العام للأحداث. نحن إذا في سباق بين تشكيل حكومة وبين الإنهيار، فأيهما يسبق؟.