مرة جديدة النظام السوري يعتدي على لبنان! كأن لم تكفه اعتداءاته البرية الموصوفة، فوسع دائرة اختصاصه ونقل اعتداءاته إلى البحر محاولا الإستيلاء على جزء من الثروة النفطية اللبنانية. هكذا فإن سوريا الأسد لا تتوقف عن مد يدها إلى ثروات لبنان، في محاولة دائمة ويائسة لتعويم اقتصادها. لكن إذا كان تصرف النظام السوري مفهوما، باعتبار أن من شاب على شيء شب عليه، فإن من غير المفهوم السكوت المريب للسلطات اللبنانية.
فأين أهل الحكم المؤتمنون على الدستور أي على سلامة الحدود اللبنانية؟ وأين الحكومة مما جرى ويجري؟ أم أن الإعتداء على البحر اللبناني وثرواته لا يدخل في إطار تصريف الأعمال، وفق مفهوم رئيس الحكومة حسان دياب لتصريف الأعمال؟ وأيضا: أين الفريق الذي يطلق على نفسه اسم الممانعة، وقد ذهب الأسبوع الفائت إلى دمشق مدعيا أن اللبنانيين يختنقون من دون الأوكسيجين السوري وعاد بشعار “شكرا سوريا”؟ أين كل هذه القوى والهيئات السياسية؟ لماذا سكتت اليوم عن الإعتداء الأسدي الموصوف؟ أم أن اعتداء الشقيقة لا يشبه اعتداء اسرائيل، وبالتالي فإن التطاول السوري على السيادة اللبنانية لا يستحق كل مفردات التحدي والصمود والتصدي؟.
على الصعيد الحكومي لا جديد تحت الشمس، باستثناء أمرين. الأول محاولة أخيرة من الرئيس بري للوصول بمبادرته إلى خواتيمها. والأمر الثاني ما رشح من جو فرنسي عن رغبة في تصعيد الموقف اذا لم يستجب المسؤولون اللبنانيون ولم يشكلوا حكومة بأسرع وقت ممكن. والتصعيد الفرنسي يعني فرض عقوبات فرنسية وأوروبية على عدد من المسؤولين اللبنانيين. فهل تنجح سياسة العصا معهم، بعدما فشلت سياسة الجزرة ؟.
أمنيا، ما حصل ليل أمس في مقهى “الليناز” في جل الديب لا يزال يتفاعل. إذ هل معقول أن يسخر نائب رئيس التيار الوطني الحر منصور فاضل قوة من مخابرات الجيش ليحتسي قهوته “على رواق” ولتؤمن حمايته من عدو مجهول؟ وهل تطمين السيد فاضل يكون عبر تخويف الناس ونشر الذعر في قلوبهم ودخول ضابط إلى المقهى؟ إن ما حصل غير مقبول، لا بالنسبة إلى الجيش ولا إلى رواد المقهى ولا إلى اللبنانيين ككل، إلا إذا أصبحنا نعيش في نظام بوليسي- أمني. إذ هل كلما أراد مسؤول من مستوى السيد فاضل أن يحتسي فنجان قهوة علينا أن نشهد زوبعة في فنجان؟ فبإسم جميع اللبنانيين في أربعاء أيوب: يا صبر أيوب على هكذا دولة وهكذا منظومة.