اليوم علق على خشبة…إبن الله، علق على الصليب فأتى بالخلاص للبشرية جمعاء، فيما لبنان المعلق على صلبان كثيرة لا يزال ينتظر الخلاص!، وعلى ما يبدو فان الخلاص لن يأتي قريبا.
فالتفاؤل المبالغ به أمس حول تذليل العقد الحكومية، ووجه بشكوك واقعية اليوم. فكل مبادرة تحتاج الى جهة تتبناها وترعاها وتسوقها لدى الأطراف المتنازعة. وحتى الآن تبدو المبادرة الحكومية لقيطة، إذ ترفض أي جهة الإعتراف بأنها مبادرتها، كأن كل الأطراف المعنية بها تخشى الفشل سلفا.
من جهة ثانية، البحث بالتفاصيل لم يبدأ بعد، وبالتالي فان تسليم رئيس الجمهورية بعدم الحصول على الثلث المعطل، وتسليم رئيس الحكومة المكلف بعدم الإصرار على حكومة من 18 وزيرا، لا يعنيان ابدا نجاح المبادرة. فكما أن سلبيتين لم تبنيا وطنا في العام 1943، فان سلبيتين لا يمكن ان تشكلا حكومة عام 2021.
هذا محليا، أما إقليميا فالأمور أكثر تعقيدا. وبخلاف ما يقال وينشر فان الجو في المنطقة لم ينضج بعد. فالاتصال الهاتفي الذي أجري بين الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي أدى الى بيانين مختلفين. فالبيان السعودي الصادر حول المكالمة لم يذكر أن ماكرون وبن سلمان تطرقا الى الملف اللبناني، بعكس ما أوردته مصادر الرئاسة الفرنسية. وهذا مؤشر له دلالاته.
من جهة ثانية، التصعيد الإيراني في ذروته. وهو تصعيد بأبعاد ثلاثة: ميداني، وديبلوماسي ونووي. ميدانيا، الحوثيون يواصلون ويوسعون عملياتهم العسكرية ما يدل على رفض إيران مبادرة السعودية لتسوية النزاع. أما التصعيد الديبلوماسي فيتجلى عبر توقيع إيران مع الصين، اتفاقية التعاون الاستراتيجي لمدة خمسة وعشرين عاما.
يبقى التصعيد النووي والمتمثل ببدء إيران تخصيب اليورانيوم في منشأة تحت الأرض، ما يشكل انتهاكا جديدا للاتفاق النووي. ففي ظل كل هذه الأجواء الإقليمية المتشنجة، هل يمكن الحديث عن نضج ظروف التسوية في لبنان؟.
اليوم علق على خشبة… والأحد يوم القيامة. أما لبنان فمعلق على صلبان كثيرة، وان ساعة قيامته لم تأت بعد!.