فيما حكي عن زيارة قريبة جدا يقوم بها رئيس التيار الوطني الحر الى باريس، قد يلتقي خلالها الرئيس ماكرون ووزير الخارجية جان إيف لو دريان، وأعطيت في التسريبات الاعلامية القريبة من التيار الحر، أبعادا سياسية تتجاوز عملية التشكيل، الى ما هو أعلى وأهم.
فجأة توسعت دائرة المعلومات، ليتبين بأن الاتصالات الفرنسية المدعومة من مصر والجامعة العربية لا تنحصر بباسيل، بل تتعداه لتشمل مجموعة من القيادات السياسية المعنية بالتسوية الحكومية كالرئيس الحريري وحركة أمل والحزب الاشتراكي.
أما الغاية فهي جمع هذه القيادات في باريس والسعي الى إلزامهم بإخراج لبنان من الهاوية القاتلة التي وضعوه فيها، وتشكيل حكومة مهمة متحوِر ، “التكنو” فيها مسيسون جينيا لا وظيفيا، عديدها يتجاوز الثمانية عشرة وزيرا وبلا ثلث معطل. وفي الاطار نفسه، علمت الmtv أن الفاتيكان وجه دعوة عاجلة الى الرئيس الحريري الذي يتوقع ان يلبيها في اليومين المقبلين.
زيارتان متزامنتان الى بيروت، لوزير الخارجية المصرية سامح شكري الأربعاء، وللأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي الخميس، تصبان في الجهد الفرنسي المبذول للتشكيل. هذا في مجال الجزرة، أما في مجال العصا، فإلى جانب العقوبات المعروفة على المنظومة، إن هي فشلت المسعى الفرنسي -العربي، يذكر الدبلوماسيون الدوليون سياسييها بأن تسهيل تشكيل الحكومة هو فرصة للبنان، لكنه فرصة نادرة لهم، إذ قبلت الأسرة الدولية إعادة تعويمهم واعتبارهم شركاء في الانقاذ لعدم جاهزية البديل الصالح بعد، و إلا فالعقوبات…
في انتظار تأكيد صحة المعلومات ونجاح فرنسا في جمع القيادات وفي تشكيل حكومة أو فشلها في المهمتين، لبنان يتعرض لسرقة منظمة ووقحة، لما بقي من احتياطاته النقدية، عبر تهريب المواد المدعومة، بل مصادرتها، لصالح الفجار وقوى الأمر الواقع الذين يحتكرونها ويرفعون اسعارها ويضخون معظمها الى سوريا والعالم، بلا حسيب ولا رقيب.
توازيا تتخبط حكومة تصريف الأعمال في تردد مشبوه ومدان، في تفعيل آليات الرقابة ووضع التدقيق الجنائي على سكة التنفيذ، فيما العتمة تغزو لبنان، والانهيار الاقتصادي -المالي وانتشار الكورونا يستكملان إجهازهما على لبنان ، بشرا ودولة ومؤسسات.